السيرك السياسي.. بقلم: د. فائز الصايغ

السيرك السياسي.. بقلم: د. فائز الصايغ

تحليل وآراء

السبت، ٢٨ مايو ٢٠١٦

لا يزال السيد بان كي مون كلما تناول الوضع في سورية يسميه "النزاع السوري"، حيث دعا سعادته القوى - التي يشغل سعادته أمينها العام - تشجيع ما سماه الأطراف السورية إلى استئناف المفاوضات لإنهاء ما سماه أيضاً "الكابوس السوري"...
الرجل في نهايات فترته الثانية كأمين عام للأمم المتحدة المسؤولة عن استتباب الأمن والاستقرار في العالم ومنه في الشرق الأوسط، ولا يزال يعتبر بشكل مباشر أو غير مباشر أن ما يجري في سورية لها ولشعبها وللدولة الوطنية فيها أنه "كابوس سوري أو نزاع سوري سوري " ويتجاهل الإرهاب الكوني الذي يستهدف سورية وشعبها....!!!
هو يعرف الحقيقة بالتأكيد.. ويتابع إيقاع الإرهاب، ويعرف تمام المعرفة أن المشكلة تكمن في طبيعة هذا النمط من الإرهاب غير المسبوق في التاريخ ويعرف من يقف وراءه ومن يدعمه بالمال والسلاح ويعرف أنه خطر لا يقتصر على سورية وحدها، وإنما هو خطر يهدد الأمن والسلم الدوليين المؤتمن سعادته عليهما بحكم الوظيفة المناطة به، ومع ذلك يقفز بخفة فوق أطنان من الحقائق والوثائق وفوق سيول من الدم المسفوح في سورية وغيرها، يمتشق قلقه المزمن ويصدر من التصريحات الغامضة كتغميضة عينيه للرأي العام الذي يعرف الحقائق مثله إن لم نقل أكثر.
التناقض القائم والمستمر في مسلسل السيرك السياسي الأممي لا يمكن أن يكون جراء غباء سياسي للرجل المسيّس، ولا فهم قاصر للواقع، ولا قلة في المعلومات ولا التقارير توضع على مكتبه كل صباح.. وإنما عن فهم متعمد للمطلوب منه مع أنه في أيامه الأخيرة قبل مغادرة المنصب، وعن دور ملتبس تتبدد من خلاله الحقائق، وتسطح الوثائق بهدف حرف دور الأمم المتحدة ومجلس الأمن عن أهدافه الحقيقية ودوره الأممي المأمول.
دوامة التصريحات الأممية تتقاطع مع دوامة المصالح الصهيونية الأمريكية المشتركة والمرتبطة مباشرة بالدور السعودي التركي القطري ودوامة المال القذر المسفوح عند أعتاب المناصب لصناع القرار.
كله بات ملوثاً بالمال السعودي ومتورطاً بالدم السوري وبالحقد الأسود لمن يحمل الرايات السوداء ومن يدفع لها ويجندها وينفق عليها حتى اللحظة وكلهم عبارة عن أدوات رخيصة في مخطط التوسع الصهيوني والهيمنة الأمريكية والاستبداد المالي المتخلف الذي تتحكم في سيولته عقول موغلة في الجهل والأمية والتطرف.. والعداوة لكل ما هو متحضر أو تقدمي أو ممن يعشق الحياة ويؤمن بالإنسانية.
في زمن بان كي مون تحول الشرق منطقتنا إلى مسرح للإرهاب كبير تتشاطر الأدوار فيه دول أعضاء في مجلس الأمن ولكل أجندته الخاصة في خدمة الصهيونية.. أما "البروباغاندا" الأممية فهي تعزف النشاز في مكان آخر.. ويستمر مسلسل السيرك السياسي عند السيد بان كي مون.