جبلة وطرطوس .. حقيقة الدعم الأميركي للشعب السوري

جبلة وطرطوس .. حقيقة الدعم الأميركي للشعب السوري

تحليل وآراء

الأربعاء، ٢٥ مايو ٢٠١٦

التفجيرات الإرهابية التي هزت جبلة وطرطوس المدينتين الوادعتين الهادئتين على الساحل السوري أمس الأول والتي راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى، كانت كافية للتدليل على حقيقة العنوان الأميركي العريض المتضمن “دعم” الشعب السوري و”مساعدته” لتبرير تدخل الولايات المتحدة السافر في الشأن الداخلي السوري وقيادة تحالف يجمع بين فنون التآمر والإرهاب، وتجمع أطرافه الأحقاد والكراهيات.
إن إبادة السوريين واستباحة دمائهم على هذا النحو المنافي لكل الشرائع السماوية والقوانين والأعراف الدولية، والخارج عن الأخلاق وحرمة الدم، فرَدَتْ مع الوقت ـ ومنذ تفجير مخطط تمزيق سوريا ـ صفحات من الادعاء والافتراء امتهن الأميركي ومن تحت عباءته تقديم لغات عائمة لا تستند إلى أدلة أو مرتكزات وأسانيد تؤكد صدق ما يخطه على صفحات الادعاء والافتراء، فيما مساحات النفاق تتسع باتساع رقعة الدم المراق ظلمًا وعدوانًا على الساحة السورية، ليكون الإخراج الأميركي للمشهد السوري بمحورَيْهِ “إرهابا متطرفا وإرهابا معتدلا” أبرز عنوان للدجل تمارسه الدبلوماسية الأميركية والصهيونية والغربية وذيولها، وأكبر كذبة تدحرجها لتجريف الوعي لدى عوام الناس وبسطائهم.
وأمام هذا الدجل والكذب والنفاق المحض، تحاول الدبلوماسية الأميركية ومن معها من حلفاء وذيول سد ما بقي من الثغرات بالثرثرة عن الحل السياسي وتوظيفها أسلوبًا ملائمًا لخداع سوريا وحلفائها لهدف ليس عدم إرادة الحل فحسب، وإنما لتعويم ما تأبطته السياسة والدبلوماسية الأميركية من إرهاب تمتشقه سلاحًا لنحر الخصوم واستنزافهم.
إن هذا العمل الإرهابي الاجرامي يكشف عن تدشين لمرحلة جديدة يقوم بها معسكر التآمر والإرهاب في سوريا، ذلك أن حجم التفجيرات في جبلة وطرطوس يفوق تصور قدرة التنظيمين الإرهابيين “داعش” و”أحرار الشام” اللذين تبنيا مسؤوليتها دون عمل استخباري كبير تقوم به غرفة عمليات بقيادة “سي آي إيه” و”الموساد” وذيولها، لا سيما وأنها تأتي في ظل معطيات كثيرة تشير إلى أن المايسترو الأميركي الذي بات يمتلك لياقة كبيرة في الرقص على كل الحبال يتلذذ ويستمتع بالأدوار التي تقوم بها منتجاته وأدواته في سوريا وعموم المنطقة بإبادة الحياة فيها، حيث إن من المرتكزات الجديدة لهيمنته على مقدرات شعوب المنطقة هو استنزاف الخصوم، بدليل أن المايسترو الأميركي عندما أدان الهجمات الإرهابية في جبلة وطرطوس القى بمسؤوليتها على القيادة السورية، وأوحى لمنتجاته الإرهابية لغة التبني، ولأدواته من بيادق ما يسميها “المعارضة” الإدانة على ذات النسق، ليس لهول الجريمة ووقعها على قلوب من أدانها وحرصًا منهم على الدماء البريئة التي تسفك ظلمًا وعدوانًا، وإنما لجهة إعلان الإدانة لتبرير الجريمة الإرهابية، خاصة وأن هذه الجريمة الآثمة تحدث وثمة علاقة بينها وبين الأوضاع الجارية في مدينة حلب لرفع معنويات العصابات الإرهابية فيها، وبالمقابل محاولة ضرب معنويات الجيش العربي السوري، بالإضافة إلى تحضير ساحة حلب لحرب استنزاف طويلة للدولة السورية وحلفائها بما يتيح الوقت والانتصار معًا لمعسكر التآمر والإرهاب بقيادة الولايات المتحدة في معركة الرقة.
إذًا، كل ما تدَّعيه الولايات المتحدة ومعسكرها وتحالفها الستيني عن محاربة الإرهاب أو دعم الشعب السوري أو الحل السياسي في سوريا، إنما هو من قبيل النهج الأميركي القائم على إيجاد الذرائع لتحقيق الأهداف التدميرية الموضوعة ضد سوريا، فمنذ متى كانت لحياة الإنسان قيمة (طفلًا كان أو امرأةً أو مسنًّا) في أبجديات السياسة الأميركية، فالملايين التي أبادتها الولايات المتحدة منذ قنبلتي هيروشيما وناجازاكي وحرب فيتنام وأفغانستان والعراق وغيرها، كفيلة بتأكيد أن لا قيمة للإنسان ولا لحياته ولا لحقوقه، خاصة حين تتعلق بالأهداف الاستعمارية التدميرية للولايات المتحدة.