عندما تغيب الزارة عن اجتماعات فيينا .. بقلم : غسان يوسف

عندما تغيب الزارة عن اجتماعات فيينا .. بقلم : غسان يوسف

تحليل وآراء

السبت، ٢١ مايو ٢٠١٦

لم يكن الاجتماع الأخير لما سمي مجموعة الدعم الدولية لسورية الذي عقد مؤخرا في فيينا مبشرا بالخير خصوصا أن راعيي المؤتمر المتمثلان بجون كيري وزير خارجية الولايات المتحدة , وسيرغي لافروف وزير خارجية روسيا, ومعهم المبعوث الدولي ستيفان دي مستورا , لم يسمعوا بما ارتكبته ( المعارضة المعتدلة ) بالمدنيين في قرية ( الزارة ) قتلا وذبحا وتقطيعا كما غيرها من القرى السورية التي اجتاحتها داعش أو النصرة أو غيرها من حركات ( المعارضة المعتدلة ) !
ليس الغريب أن يحمّل كيري الحكومة السورية كل الخروقات لما يسمى وقف إطلاق النار أو وقف العمليات العدائية سواء في حلب واللاذقية لكن الأمر الخطير أن تكرس هذه ( المعارضة المعتدلة ) كقوة على الأرض متحالفة مع القاعدة وتضم في صفوفها أجانب كالحزب الإسلامي التركستاني وكل أعضائه من الصين ويتلقون التدريب في تركيا وهم الآن يستوطنون قرى بكاملها في جسر الشغور بعد أن ذبحوا أهلها وأجبروا من تبقى على تركها !
وهل يعلم البعض أن المعارضة المعتدلة تضم أيضاً شيشان وأوزبك والكثير من التنظيمات القاعدية الهاربة من أفغانستان وباكستان وهي الآن ترى في إدلب وريف حلب مستقرا لها , ألم يقرأ البعض التقرير الذي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الذي يكشف أنَ القيادة العليا لدى تنظيم القاعدة في باكستان "قررت أن تنقل مقر قيادتها إلى سوريا وأوفدت لذلك الهدف عددًا من محاربيها القدامى المخضرمين إلى هذا البلد" و أنَّ التَّعليمات صدرَت إلى نشطاء القاعدة هؤلاء ببدء عملية إنشاء مقر بديل لهم في سوريا، والتَّأسيس لإمكانيَّة إنشاء إمارة في سوريا, وذلك من أجل التنافس مع "داعش".
هل نسي البعض أنَّ متزعم تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري أوفد "جهاديين كبارًا" إلى سوريا عام 2013 بغية دعم جبهة النصرة، و خلية "خورسان" التي تدّعي الولايات المتحدة محاربتها خير شاهد على ذلك .
الخوف كل الخوف أن يكون تعزيز القاعدة لتواجدها العسكري في سوريا ليس إلا مخططا من شأنه أن يعطي الأطراف الدولية ذريعة التدخل في هذا البلد وتحقيق أهدافهم وغاياتهم من خلال خداع العالم أنهم يحاربون الإرهاب !