عندما يضاء مسرح حلب بأنوار النصر.. بقلم: ميساء نعامة

عندما يضاء مسرح حلب بأنوار النصر.. بقلم: ميساء نعامة

تحليل وآراء

الجمعة، ١٣ مايو ٢٠١٦

سيتحدد مصير العالم، وسيتغير النظام العالمي باتجاه التعددية الحاكمة له، وستنقلب جميع الموازين، وسيتحضر العالم لقانون دولي جديد، أساسه الأخلاق بمعايير حضارية متجذرة في عمق التاريخ لتكون الشاهد على أن الحضارة هي من يُكتب لها الاستمرار وسط فوضى اللا حضارة.
 الحروب جولات فيها الانتصار وفيها الانكسار، لكن الحرب السورية لايمكن أن يكتب لها الانكسار، فيكفي جميع السوريين انتصار إرادة الصمود التي تؤسس للانتصارات في جميع ميادين القتال.
لايمكن لأحد أن يكتب عن الشآم السوري وهو اللاهث وراء خبطة صحفية هنا أو عنوان محبِط هناك، أو دولار تفوح منه رائحة النفط السعودي.
 إنها شآم المجد والتاريخ والحضارة، وأين أقزام الكتّاب أن يطولوا جبينها العالي، بل أين جيوش الإرهاب المتوحشين المتعطشين للدماء السورية من جبروت قوة الشآم.
 أعين الأعداء سهام قاتلة موجهة إلى حلب التاريخ والصمود والإبداع والاقتصاد، وماكينات الإعلام الصهيوعربية، سمومها تشعل قذائف الموت على المدنيين في حلب، وتمطر الحضارة الحلبية بصواريخ الدمار.
 إلا أن الجيش العربي السوري هو المخرز الذي سيفقأ أعين الأعداء، وسيمنع القتل المتنقل والعشوائي، وسيضيء مسرح حلب الشامخ بأنوار الانتصار السوري الشامل معلناً خروج آخر إرهابي عن أرض سورية الشآم. الأنوار التي حلقت وتماهت مع أرقى أنواع الفنون، على مسرح تدمر في حفلين متتاليين تجمعهما مناسبتان كبيرتان عيد النصر الروسي، ومرور مئة عام على ذكرى شهداء السادس من أيار  عام 1916، بينت للعالم أجمع الخيط الفاصل بين الحضارة واللا حضارة، بين بشاعة الإرهاب وسواد قلوبهم، وبين بياض الحق وسطوع شمسه.
 والأنوار التي ستعيد الحياة الى مسرح حلب الشامخ الصامد ستتشارك الفرح مع قلعة دمشق ومدرج بصرى والجسر المعلق ومسرح تدمر ومدرج جبلة وغيرها من الأوابد التاريخية الشامخة.
 عندما يضاء مسرح حلب الأثري سيتم الاحتفال الكبير بعيد النصر السوري لينعطف مجرى التاريخ معلنا ولادة المستقبل الجديد لسورية، على وقع دقات قلوب جميع السوريين المتعطشين لذلك اليوم العظيم بعد أن أضنت الحرب قلوبهم، لكنها لم ولن تكسر إرادة صمودهم أبداً.
هي ذي رسالتنا إلى العالم، حضارة، فكر وفن وحضارة وتاريخ من الأمجاد والبطولات، لا يفهمها من لا يملكون من هذه المقدسات شيئاً.