إعلام بلا مال وبلا تخطيط وتوحيد الجهود= الصفر.. بقلم: ميساء نعامة

إعلام بلا مال وبلا تخطيط وتوحيد الجهود= الصفر.. بقلم: ميساء نعامة

تحليل وآراء

السبت، ٧ مايو ٢٠١٦

متى ندرك بأن الصهيونية العالمية تلعب بأهم أسلحة العصر ألا وهو الإعلام الذي تطوعه بين يديها لقيادة حملات الكذب والتضليل وقلب الحقائق واللعب على وتر العواطف تارة، وتعزف على نغمة الدين تارة أخرى، من أجل تغييب الفكر؟
إن كنا نعلم فتلك مصيبة، وإن كنا لانعلم فالمصيبة كارثية، لننطلق من الحملة الإعلامية التي سبقت التدمير الإرهابي الدموي لمدينة حلب، والتي تم بموجبها تجنيد الفنانين وتحضير القمصان الحمراء وتصميم مربعات حمراء كتب عليها حلب تحترق، ودراسة الحالة النفسية والنفعية للسوريين واستجرار عواطفهم الصادقة منها والكاذبة والمضي بهم خلف قطيع يترأسه أحد المكاتب الإعلامية للصهيونية العالمية.
 طبعاً الغاية الأساسية من الحملة الإعلامية هو إسقاط حلب إعلامياً، وإيهام المجتمع السوري والدولي بأن الجيش العربي السوري يقصف المدنيين في أحياء حلب ومشافيها من أجل تشويه صورة القيادة السورية والجيش العربي السوري وتأليب الرأي العام ضدهما.
 إذاً الأهداف واضحة وجلية، لكن من أصاب بصيرتهم العمى قبل بصائرهم انجروا خلف الحملة، وساهموا في تعزيز غريزة القطيع التي اشتغل عليها الصهاينة منذ سنوات طويلة لإطلاق الشرارة الأولى للربيع الصهيوني المدجج بالحملات الإعلامية السابقة لوجوده المدمر، والمرافقة له، والمقسمة بدقة على مراحل تقتضيها الحاجة للتأجيج الإعلامي الدموي.
ليأتي  مركز “غلوبال ريسرتش" البحثي الكندي، ويبين حقيقة ما يجري في حلب، وتغفل أو تتغافل المراكز الإعلامية العربية، إن وجدت، عن نقل الصورة كاملة غير منقوصة عن حقيقة استهداف المجموعات الإرهابية للمدنيين بالموت العشوائي المدمر.
اليوم بعد أن سقطت ليبيا إعلامياً ويحاولون إسقاط دمشق وحلب إعلامياً، هل من صدمة توقظ الإعلام العربي عموماً الذي يباع ويشترى كيفما اقتضت المصلحة الصهيونية، وصدمات توقظ الإعلام السوري والإعلام الصديق بأن كلما كانت الجهود الإعلامية متفرقة كان جدوى تأثيرها يساوي الصفر.
 ولمن لم يدرك خطورة ما جرى ويجري، عليه أن يدرك أن الإعلام يحتاج الى مال وتخطيط وتوظيف دقيق لجميع الخبرات من أجل التصدي للحرب الإعلامية التي تستعر وتشتد كلما ازداد الصمود السوري وكلما تحققت انتصارات نوعية للجيش العربي السوري.