الإرهاب من الضرورة إلى الكارثة.. بقلم: ميساء نعامة

الإرهاب من الضرورة إلى الكارثة.. بقلم: ميساء نعامة

تحليل وآراء

السبت، ٣٠ أبريل ٢٠١٦

هي المعادلة التي قلبت ظهر المجن على الدول المصنعة للإرهاب، وحولت الإرهاب من ضرورة لتفتيت الشعوب والسيطرة عليها إلى كارثة تهدد استقرار الغرب، بل قد تهدد وجوده.
الإرهاب بالنسبة للغرب هو العدو الوهمي الذي يتيح لحكوماته إعطاء الأوامر لجيوشها الجرارة باجتياح أي بلد يتمتع بسيادة واستقرار، وجميعنا يتذكر كيف اجتاح الجيش الأمريكي العراق الشقيق بحجة محارب الارهاب، وكيف استبدلوا الجيوش النظامية بجيوش من الإرهابيين المدربين على حرب العصابات ومافيات الموت وزجوا بهم في وطننا العربي فانهارت ليبيا وسقطت في أتون الإرهاب المرعب.
الغرب الذي صنّع وكبر ونشر الإرهاب يجد نفسه متشربكاً في حباله، أراد أن يصل إلى تدمير وتفتيت المنطقة من البوابة السورية بوصفها القلب والعقل الضامن للعروبة وللإسلام، ولكن ما لم يكن في حسبان هذه الدول أن المخطط الإرهابي توقف عند العتبات السورية، ما جعل الإرهاب يرتد على مخترعيه و مسوقيه، بعد أن أمسكت الدولة السورية بزمام الحرب المفروضة عليها، وقلبت كل الموازين من خلال امتلاكها لمفاتيح محاربة الإرهاب وسجلاته السرية.
وتأسيساً على ما تقدم، فإن الغرب يقف في حيرة من أمره، وأصبح بحاجة ماسة إلى الوثائق السرية التي تمتلكها سورية لتفكيك شيفرات القضاء على الإرهاب المرتد، وبالوقت نفسه مازال الغرب يحرك بعض العرائس الكرتونية لعلها تنجح في إرباك الدولة السورية وإرغامها على التنازل والرضوخ.
إلا أن النتائج خالفت جميع التوقعات، الدولة السورية صمدت واستمرت رغم قوة الحرب وضخامة الدولة المشاركة بالحرب العدوانية على سورية، والمعارضات السورية الخارجية لم يستطع الغرب توحيدها رغم كل المبالغ الضخمة التي صرفت عليها، بينما الجيش العربي السوري أصبح سيد الميدان وماضياً  في القضاء على الإرهاب أينما وجد بعد أن أظهر خبرة متفردة في القضاء على جيوش الإرهاب.
بهذه الحقائق يكون الغرب أحرق جميع أعواد الثقاب والنيران التي أشعلها بكلتا يديه بدأت تحرق أصابعه، وأصبح بحاجة ماسة إلى من يطفئ النيران المشتعلة قبل أن تلتهم كامل الجسد.
فهل يدرك الغرب المتصهين أي عواقب كارثية يمكن أن يحصدها، وهل يصحو العالم ويعترف بأن استخدام الإرهاب كلعبة جهنمية لتحقيق مآرب سياسية سيعود على الجميع بنتائج كارثية لن تقف حدودها عند أوروبا وآسيا، بل لن يطول الزمن لتصل هذه الكارثة الإرهابية إلى عمق الولايات المتحدة الأمريكية، فقد غاب عن مشغلي الإرهابيين إمكانية ارتداد الإرهاب على أعقابه وفق ما يخدم مصالحه وشره الدائم للدم والمال.
الحقيقة التي غيّبها الإعلام المتصهين طوال خمس سنوات مضت من عمر الحرب الهمجية على سورية، أن الإرهاب يهدد العالم وسورية تحارب الإرهاب نيابة عن العالم، حقيقة بات الغرب يستوعب تبعاتها الصعبة والمضنية.
تطورات كبيرة ستشهدها الساحة السورية على المستوى السياسي والعسكري  للانطلاق إلى مرحلة ما بعد الحرب، ويبقى السؤال الملح: من البلد أو القارة التي سيفرغ الإرهاب شبقه الجنوني للدم والمال فيها؟!