القرار اتخذ والهجوم سيتم لإنقاذ حلب..بقلم: عماد جبور

القرار اتخذ والهجوم سيتم لإنقاذ حلب..بقلم: عماد جبور

تحليل وآراء

الجمعة، ٢٩ أبريل ٢٠١٦

قتل.. تدمير.. تهجير..جوع.. فساد.. تجار أزمه..خونة.. لجوء قسري.. لجوء اختياري.. فقر أسود.. هذه أبسط آثار الحرب على المدى القريب..

لن ادخل في تجارب الحروب، ولكني أصبحت على يقين أنّ هناك من القوى الدولية والاقليمية من يسعى الى جعل حلب مثل قندهار. لن اتوسع في التحليل كي لا يطلق على ما نقوله "إستراتيجيات".. القضية ببساطة هي أنّ الآن كل جزء من حلب يمثل خط اقليمي او دولي، وله ألوان متعددة آخرها الاحمر.

قد تستغربون إعلان الهدنة الذي استند الى لائحة مجموعات مسلحة (تعتبر معتدلة)، وضعت في عمان مقابل مجموعات وصفت بالارهابية كداعش والنصرة، وهنا كان الفخ الذي وضعته الـ"سي آي ايه"، حيث جمد القتال على محاور المدن وخرجت القوات "المعتدلة" لتنضم سرًا الى النصرة لمواجهة الجيش السوري في المناطق المحررة في ريف حلب. وطبعًا، كلنا نعلم أنّ النصرة كانت من اول رافضي الهدنة، وطبعًا لم يقم الامريكيون بنصب هذا الفخ إلّا بعد اتفاق يكبل حركة الروس عسكريًا مقابل المضي بالحل السياسي، وطبعًا لا ننسى تصريح لافروف أنّ هناك اتفاقًا على تحرير تدمر وبعدها الرقة.

المهم، لم تكن الحكومة السورية غافلة عن هذا التحرك، وأعدت ما يسمى احتواء الفخ وتفريغه من محتواه، وهذا ما حصل بالهجوم الشامل على منطقة العيس والريف في اللاذقية وحتى منطقة الراشدين. وأعدّت من أجل ذلك هجومًا شاملًا لتحرير حلب وريفها، وحتى بالتعاون مع الروس. وعند انكشاف امر الهجوم الذي لم يخف نفسه، انسحب وفد الرياض المفاوض لإيقاف المسار السياسي ولنسف الاتفاق الروسي الامريكي، وبدأت الطروحات المتعددة الألوان تظهر كالمناطق الآمنة او الانسانية او البراميل، الخ..

قد يتساءل الكثيرون لماذا توقف الهجوم.. في الحقيقة، هناك مسارات متعددة يتم العمل عليها، وأهمها انه تم سحب البساط من تحت أقدام وفد الرياض الذي وقع بحماقة لا تغتفر حين انسحب واعترض على ضرب النصرة، وهذا ما جعل لافروف يطلب من الامريكيين تحديد مناطق المجموعات المسلحة التي تعتبر معتدلة، لأنّ الهجوم سيتوجه لإنهاء وجود النصرة في حلب وريفها، وأعطي من اجل ذلك مدة زمنية ما استدعى اتصالًا من اوباما الى بوتين من اجل تثبيت وقف اطلاق النار ومتابعة العملية السياسية مقابل ضغط جديد على وفد الرياض، لكي يكون ضمن حكومة موسعة ولكن هذه المرة ضمن وفد يضم كامل المعارضات (موسكو، القاهرة، حميميم)، يضاف الى ذلك إدخال التحالف الدولي بعملية مشتركة لضرب داعش والنصرة مجتمعتين، وهذا ما تمّ الاتفاق عليه في هانوفر بين اعضاء الحلف الاطلسي اليوم.

أمام هذا الواقع، ادركت تركيا والسعودية انهما قد بدأتا تفقدان السيطرة في الملف السوري، مما جعلهما يكثفان الضغط من خلال القيام بتحركات عسكرية في مناطق متعددة مترافقة مع قصف شديد لمدينة حلب، كمحاولة ابتزاز من أجل ان يعود الوجود لوفد الرياض ومن ورائه الى الأسابيع الماضية، ولكن الامور قد مضت بسرعة باتجاه ترتيب انهاء الامر.

الهجوم سيتم، وترتيباته قائمة إن لم تكن قد اكتملت، والاشارات الدولية الخضراء أصبحت قاب قوسين او ادنى.. إنه العمل الجراحي المؤلم، ولكنه النهائي.. لكي يتم انقاذ حلب ستالنغراد سوريا.