وفد دمشق التفاوضي يحرج الرياض وأنقرة.. المسلحون ينتظرون بعض الوقت للابتزاز!.. بقلم: علي مخلوف

وفد دمشق التفاوضي يحرج الرياض وأنقرة.. المسلحون ينتظرون بعض الوقت للابتزاز!.. بقلم: علي مخلوف

تحليل وآراء

السبت، ٢٣ أبريل ٢٠١٦

في حركة دبلوماسية حذقة قام بها وفد حكومة الجمهورية العربية السورية، قال رئيس الوفد بشار الجعفري إن دمشق مستمرة في محادثات جنيف رغم إعلان الهيئة العليا للمفاوضات تعليق مشاركتها مضيفاً بأن المعارضة ليست حكراً على الهيئة العليا للمفاوضات التي تشكلت في السعودية، أتى هذا الموقف بعد أن أعلنت الهيئة التي تضم طيفاً واسعاً من العناصر السياسية والعسكرية يوم الاثنين الماضي تأجيل المفاوضات الرسمية لأجل غير مسمى، بالتزامن مع دعوات الإرهابي محمد علوش لخرق الهدنة وإعادة إشعال العديد من المناطق، وعلى ما يبدو فإن الميليشيات التكفيرية حاولت الإيحاء بأن لعلوش ثقلاً وتأثيراً، فعمدت إلى الإعلان عمّا سمتها معركة "رد المظالم".
الحركة التي قام بها الوفد السوري كان بغاية الذكاء من الناحية السياسية والدبلوماسية، إذ إنها أوصلت رسالة إلى المجتمع الدولي أولاً بأن دمشق جادة في التوصل لحل سياسي، وأنها ليست من تعرقل أي جهود للوصول إلى ذلك الهدف المنشود، ما سيحرج وفد المعارضة المحسوبة على نظام الصرف الصحي في الرياض، ويظهره بمظهر المعرقل والمنسحب في بعض الأحيان، والمبتز في أحيان أخرى.
الجعفري أكد أن وفد المعارضة ذاك لم يأت إلى جنيف إلا بعدما ضغطت واشنطن على كل من الرياض وأنقرة اللتين ضغطتا على الـ "المعارضة" للحضور إلى "جنيف"، وما المماطلات وتضييع الوقت، والإصرار على شروط تعجيزية باتت وراء الظهور، سوى دليل على أن وفد الرياض مصمم عن سابق إصرار للانسحاب في النهاية وهو ما حدث، أما تعليق حضوره لأجل غير مسمى فيعود ذلك إلى أمرين الأول: أخذ استراحة لالتقاط الأنفاس والتزود بالمعلومات من الرياض وأنقرة، ومناقشتهما بما تم تداوله، والثاني: محاولة استهلاك الوقت في الميدان في حال تحقق بعض الإنجازات العسكرية التي يمكن استخدامها كورقة ابتزاز في المفاوضات عند استئنافها، وهو ما يرتبط كما قلنا سابقاً مع إعادة إشعال الأوضاع وخرق الهدنة، تمهيداً لمحاولة كسب مناطق على الأرض.