الصراع على الشباب 2_2.. بقلم: ميساء نعامة

الصراع على الشباب 2_2.. بقلم: ميساء نعامة

تحليل وآراء

السبت، ٢٣ أبريل ٢٠١٦

ستنتهي الحرب العدوانية على سورية عاجلاً أم آجلاً، وما يحققه أبطال الجيش العربي السوري من انتصارات مدوية ينبئ بقرب إعلان النصر الكبير.
لكن ماذا بعد الحرب؟ هل نعود إلى ما كنا عليه من حالة استرخاء مرضي يعزز وجود الفجوات والثغرات التي تفتح المجال أمام تسلل السوس والعفن الذي ينخر بالبلاد وينشر البلاء.
مما لاشك فيه أن طاقة أي مجتمع تكمن في قدرة الشباب على الإنجاز، لكن من الشباب، بكلام آخر من فئة الشباب، هل تنحصر بعمر معين.
تجمع الدراسات على أن مرحلة الشباب بين سن 18 _ 40، لكن ما دقة هذه المعلومة؟ لاشيء يثبت دقتها سوى القدرة على العمل والعطاء، بمعنى يمكن لشخص تجاوز الثمانين من عمره أن تكون لديه القدرة على العطاء الفاعل والإيجابي أكثر بكثير من شخص بعمر 18 لديه من الخمول والسلبية ما يجعله هرماً ومن دون فائدة.
إذاً الشباب لا يمكن أن يقاس بالعمر، إنما بالقدرة على العطاء والتأثير الإيجابي بالمجتمع الذي يعيش فيه، وبناء على ما تقدم فإن المقياس الحقيقي لجذوة الشباب يكمن بتوظيف الطاقات المتوثبة لبلوغ الأهداف المرجوة منها ضمن برامج عمل واضحة المعالم.
طبعا يجب ألا يفهم من الكلام السابق إهمال الشريحة العمرية الكبيرة في المجتمع السوري التي تبدأ من سن 18 ولا تنتهي عند سن الأربعين، حينها نكون قد هدرنا طاقات شبابية مهولة لا تعرف كيف توظف طاقاتها الكامنة بانتظار من يوقظها.
السؤال المطروح بقوة : من الجهة التي تتبنى إيقاظ الطاقات الكامنة داخل الشباب السوري؟ هل نترك المجال للثقافة الاستهلاكية التي تقدمها مواقع التواصل الاجتماعي؟ أم هل نسلم الشباب السوري بأيدينا للفكر المتطرف بوجهته الكارثية، الدين والجنس، ؟ هل من المعقول أن نبقى نعيش حالة التنظير والمراقبة للشباب وهم ينتشرون في المقاهي ينتشون بالثرثرة الفارغة ويستنشقون هواء الأراجيل الفاسد؟
الفراغ يجعل من شباب الوطن عرضة لكل ما ذكرت، ويضعهم في مزاد علني أو ضمني للصراع على توظيف طاقاتهم أو القضاء على قدراتهم بما يخدم مشاريع أعداء الوطن.
الشباب هم جوهر الحياة، إلا أن الجوهرة مهما كانت جميلة ونفيسة لابد من صقلها والعناية بها لكي تبهر الآخرين، وصقل طاقات الشباب بالوعي والفكر وترجمة الفكر إلى سلوك والسلوك إلى عمل إيجابي يخدم الوطن كما يخدم شباب الوطن والمصلحة متبادلة إذا ابتعدنا عن التنظير والشعارات التي لا تغني ولا تثمر.
أين يكمن الحل؟
الحل هو مسؤولية متبادلة بين الشباب أنفسهم وقدرتهم على العمل والاستمرار بالإنجاز من دون تململ أو تعب أو تفضيل عمل آخر بمجرد وجود أموال أكثر والتوقف في منتصف الطريق، وبين الدولة المسؤولة عن استيعاب الطاقات الشبابية وتحويلها إلى قوة فاعلة من خلال تبني مشاريع تنموية متفرقة، أو تبني مشروع شبابي متكامل.
هي مجرد أفكار مطروحة على طاولة الحوار الفاعل والجاد وما زال في جعبتنا الكثير من الأفكار القابلة للتطبيق.
فهل نبدأ؟