لحظة كبرياء اسمها الجلاء!!.. بقلم: د. بسام الخالد

لحظة كبرياء اسمها الجلاء!!.. بقلم: د. بسام الخالد

تحليل وآراء

الجمعة، ٢٢ أبريل ٢٠١٦

Bassamk3@gmail.com
لأنك مخلوقٌ من رفات الأبطال، ولأنَّ ترابك مجبولٌ بدماء الشهداء، نحبو إليك على صقيع الشوق لنغفو في دفء قلبك الكبير.
نلقاك، فيذوب جليد الفراق.. نعانقك فتنزاح عن صدورنا أثقالٌ خلّفتها أزمنة القهر المرّة.. نبتسم.. فيتبدد الضباب في داخلنا وكنّا نخاله لن ينقشع بعد طول المسافات!
كبرنا معك يا وطني.. وتلوّنت أحلامنا بمآثرك الموغلة في القدم وحلّقتْ مخيلاتنا بآمالٍ وأمجادٍ سطّرها أبطالك في سجل الزمن ليتوحّد الماضي مع الحاضر والمستقبل في لحظة كبرياء واحدة اسمها الجلاء.
لم يكن المطر وحده القادم على جناحي نصرك الكبير، ولا السماء وحدها التي تزينت بالنجوم، تتسع لفرحنا العارم.. ولم تقتصر البهجة على الحقول وقمم الجبال وزهور الأراضي البكر بل شملت كل حبة تراب في أرضك الخيّرة.. ولأن الجلاء كان الأكثر تألقاً والأكثر توهجاً والأبهج لوناً فقد تُوّجت السماء بزهور الفلِّ وعناقيد الفرح .
عيوننا سيّجتك بالأهداب، أيها الوطن، وهي تشهد ولادتك الجديدة التي نتمثلها بضحكات أطفالنا الذين يولدون لتمتلئ أرضك بصخبهم وعبثهم.
نراك أيها الوطن في عرق أبنائك الكادحين الذين يجدلون مجدك كل صباح في الحقول والمعامل ليصنعوا من جهدهم إنجازات تتحقق.. مصانع تبنى وأراضٍ تتسع وسدود تُشاد ومدارس وجامعات تقضي على الظلام الذي كان.. عندها ندرك أننا من سورية التاريخ.. وأننا ننتمي إلى شعبٍ لا يعرف الهوان ولا ينام على ضيم.
في يوم عرسك الأول كان الفرح عنواناً كبيراً يزيّن كلَّ بيتٍ في شمالك وجنوبك، في ساحلك وداخلك، في جبالك ووهادك.. تنامى هذا الفرح وتعاظم حين بدأت جذورك تترسخ من جديد في التربة الخصبة التي هيّأتها نقيّة للغرس القادم .
ولأنَّ المحافظة على الفرح الدائم أمرٌ أصعب من صنع الفرح فقد كان عليك تجاوز المحن وأنت تبتسم والغصّة في القلب مازالت، ورمّمتَ ماانكسر وأعلنتَثورتك لتحافظ على الاستقلال نقياً من كل شائبةٍ.
وشمخت ياوطني.. أعدت أمجادك مع كلِّ وقفة عزٍ صنعها أبناؤك المخلصون، وعلى الرغم من كل الإغراءات وضغوط السقوط شمخت .. وشمخت حتى طاولت هامتك السماء،في ظلواقععربيمُذلّومؤامراتحاولت تمزيقجسدكوالعبثبجغرافيتكالتي صنتها منذ فجر الاستقلال.
وطني.. لأنَّ الحب وحده لا يصنع وطناً، فإننا نخبئك في القلب لنحوّل هذا الحب إلى فعلٍ متجددٍ يعيد إلينا ألق الجلاء من جديد!!