كلينتون وترامب وفوز متوقع.. بقلم: جهاد الخازن

كلينتون وترامب وفوز متوقع.. بقلم: جهاد الخازن

تحليل وآراء

الخميس، ٢١ أبريل ٢٠١٦

مرة أخرى، كانت استطلاعات الرأي العام صحيحة وهي تتوقع فوز هيلاري كلينتون ودونالد ترامب على بيرني ساندرز وتيد كروز في نيويورك. كلينتون حصلت في الولاية الأميركية الثانية في عدد السكان على 57.9 في المئة من الأصوات مقابل 42.1 في المئة لمنافسها. كذلك تقدم دونالد ترامب على السناتور تيد كروز ونال 60.5 في المئة من الأصوات مقابل 14.5 في المئة لكروز، وكان نصيب جون كايسيك 25.1 في المئة من الأصوات.

أبدأ بالديموقراطيين فقد أصبح عند كلينتون 1893 صوتاً لمؤتمر الحزب الديموقراطي الذي سيختار مرشح الحزب للرئاسة، مقابل 1180 صوتاً لساندرز.

السناتور من ولاية فيرمونت كان سيحقق نتائج أفضل لولا كثرة أخطائه بعد الفوز في ولاية وسكنسن. هو شكك في صلاحية كلينتون للرئاسة بعد أن كانت انتقدت صلاحيته لدخول البيت الأبيض. غير أنه خلال يومين غيّر رأيه وقال إنها تصلح للرئاسة.

في أهمية ذلك أنه في مقابلات صحافية عدة يبدو كأنه لا يعرف كثيراً عن الاقتصاد أو السياسة الخارجية، وقاعدته الشعبية من نوعه، ما يعني أن المؤسسة السياسية الديموقراطية ورجال المال والأعمال يخشون أن يدخل البيت الأبيض ديموقراطي يصرّح علناً بأنه اشتراكي في بلد هذه الكلمة كانت على امتداد عقود مرادفاً لكلمة شيوعي.

مع ذلك أجد كلينتون وساندرز، من وجهة نظر عربية، أفضل ألف مرة من كروز.

سمعة كروز أنه «أكثر عضو مكروه في مجلس الشيوخ» وهي سمعة حققها وهو في ولايته الأولى في المجلس. فقد حاول غير مرة تعطيل عمله، وعارض مشاريع قرارات شعبية. كروز أيضاً يحمل لقب «الكذاب» أو «الدجال»، وهو لقب يردده ترامب كل يوم. كذلك يُوصَف بأنه مُراءٍ.

أضع رأيي ورأي زملاء كروز في مجلس الشيوخ بزميلهم جانباً وأتوكأ على موقف طلاب في أكاديمية إعدادية في منطقة برونكس من مدينة نيويورك. هم استقبلوه بصفير الاستهجان وحاولوا منعه من الكلام، وقال زعيم طالبي إن أفكار تيد كروز مهينة للأميركيين. وزاد آخر أن لا مكان لكروز في برونكس لأن سكانها من المهاجرين.

ربما كان كروز هو الذي قصده ابراهام لنكولن بالقول قبل مئتي سنة: أنت تستطيع أن تخدع بعض الناس كل الوقت، وكل الناس بعض الوقت. لكن لا تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت.

لا بد أن كروز قرأ ما سبق، فهو جزء من تاريخ الولايات المتحدة، إلا أنه يعمل على أساس مبادئ أخرى، فعضو مجلس الشيوخ من تكساس سخِر يوماً من «قِـيَم نيويورك»، وهي عبارة كررها مرة بعد مرة بعد مئة مرة، فرأيه أن نيويورك اجتماعياً ليبرالية وتركز على الفلوس، وهذه تهمة غريبة فالليبرالي عادة متهم بأنه يقدم النشاط الاجتماعي ومساعدة الفقراء على الفلوس وغيرها.

هيلاري كلينتون مثلت نيويورك في مجلس الشيوخ قبل أن تصبح وزيرة للخارجية في ولاية باراك أوباما الأولى. وكانت قبل هذا وذاك السيدة الأولى وزوجها بيل كلينتون رئيساً.

ترامب ابن نيويورك، وكان أبوه رجل أعمال قبله، وترامب تاور، أو برج ترامب، من معالم المدينة على الشارع الخامس في مانهاتن، وهو أشهر شوارع نيويورك كلها. لو لم ينتصر في نيويورك ما كان له حق أن يطالب بالرئاسة في أي ولاية أخرى.

في جميع الأحوال، أكبر الولايات وأهمها انتخابياً هي كاليفورنيا، إلا أن الانتخابات التمهيدية فيها موعدها 7 حزيران (يونيو) فربما كان علينا أن ننتظرها لنعرف اسمَيْ مرشحي الحزبين الجمهوري والديموقراطي للرئاسة.