ليس في سورية مندوب سامي ولا انتداب.. بقلم: كميل العيد

ليس في سورية مندوب سامي ولا انتداب.. بقلم: كميل العيد

تحليل وآراء

الاثنين، ١١ أبريل ٢٠١٦

منذ اندلاع الحرب الاستعمارية التكفيرية على الدولة الوطنية السورية قبل خمس سنوات تسعى القوى المعادية للخط الوطني الذي يقوده السيد الرئيس بشار الأسد للنيل من سيادة الدولة وهيبتها. فمنذ بداية الأحداث نزل بعض السفراء الغربيين المعتمدين في دمشق إلى الشارع وأماكن التجمع لدس السم بالدم وتحريض المواطنين للخروج ضد دولتهم وحثهم للانضمام لتجمعات المتظاهرين والوقوف معهم. ووصلت الأمور عند هؤلاء السفراء لحد الوقوف بين مجموعات المتظاهرين والحديث باسمهم ووضع الشروط التعجيزية عنهم ويمكن لأي شخص ومن خلال شبكة الإنترنت مراجعة مشهد هؤلاء السفراء بين المتظاهرين ومشاهدتهم وهم يتجولون في الأسواق ويحرضون الناس للخروج على دولتهم حيث وعلى هذه الشبكة توجد مئات مقاطع الفيديو التي تظهر سفراء الدول المعادية وهم يقومون بعملية التحريض ودس السم بالدم السوري، وفي مقدمة هؤلاء السفير الفرنسي إيريك شوفالييه والسفير الأمريكي روبرت فورد.
وعندما فشلت قوى المحور المعادي في إسقاط نظام الحكم الوطني في سورية لجأت لخطوتها التالية بالتعاون مع أزلامها وأتباعها في المنطقة حيث قامت بتشكيل ودعم الفصائل العسكرية المسلحة لقتال الجيش العربي السوري والقوى الأمنية والتسبب بتدمير الكثير من الأبنية والبنى التحتية. وعندما كانت الدولة الوطنية السورية تفسح المجال أمام المغرر بهم للعودة لحضنها كانت الماكينة الإعلامية الغربية والخليجية وكذلك هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة تحث المسلحين على عدم تسليم أسلحتهم للدولة السورية مقابل تسوية أوضاعهم. ولم تكتفِ دول المحور المعادي بذلك، بل سعت لنزع الشرعية عن القيادة الوطنية السورية داخل المحافل الدولية بحجج واهية أصبحت مكشوفة أمام كافة مكونات الشعب السوري وأمام العالم. وبعد أن فشلت هذه القوى في مصادرة القرار السيادي والوطني السوري وفشلت في إعطاء الشرعية لبعض الهيئات التي صنعتها، ورغم تمكن بعض الفصائل المسلحة من السطو على الكثير من القرى والبلدات والمدن السورية والسيطرة عليها مدعومة من قوى الحلف المعادي إلا أن هذه القوى وحلفاءها فشلوا في مصادرة القرار السيادي السوري وبقي القرار السيادي بيد الحكومة الوطنية السورية. ما دفع بقوى المحور المعادي لزيادة دعمها للمجموعات المسلحة المعادية. عندها بدأ حلفاء الدولة الوطنية السورية بتقديم الدعم العسكري والمادي لها للتصدي للهجمة الاستعمارية الجديدة وبدأت قوى المحور المعادي تبث بأن القرار الوطني السوري أصبح في إيران ومن ثم في روسيا، ورغم أن القرار السيادي الوطني السوري بقي كما هو تحت سلطة الحكومة السورية وبقيت القرارات السيادية تصدر من دون السماح لأي كان بالتدخل به ويشهد على ذلك إصرار القيادة السورية على إجراء الانتخابات التشريعية للدور الثاني لمجلس الشعب في موعدها رغم التعارض في الرأي لهذه الناحية مع الحليف الروسي.
فليعلم الجميع بأنه ليس لدى الدولة الوطنية السورية ولن يكون لديها مندوب سامي ولن نسمح بوجوده وليس لدينا قوى انتداب ولن نقبل بها. لدينا حلفاء تربطنا بهم المصالح المشتركة نناصرهم ويناصروننا، يقفون إلى جانبنا عندما نحتاجهم ونقف إلى جانبهم عندما يحتاجوننا، نؤازرهم ويؤازروننا والعلاقة التي تربطنا بهم هي العهد على التناصر، والوقوف في وجه القوى المعادية والمارقة، واتخاذ المواقف المشتركة في المحافل الدولية، ومناهضة قوى الهيمنة والاستعمار، وتوحيد الرؤى تجاه القضايا العربية والعالمية.
لذلك على الجميع أن يعلم بأن الدور الروسي والإيراني في سورية يقتصر على مناصرة القرار السيادي والوطني السوري، ودعم الجيش العربي السوري وقوى المجتمع، ومحاربة قوى التكفير والإرهاب، وبناء مدنية جديدة تتوافق مع المدنيات الأكثر عصرية ولا تتعارض مع التاريخ والجغرافية والإرث الحضاري للأمة العربية.