لعنة الرقص..بقلم: د. اسكندر لوقــا

لعنة الرقص..بقلم: د. اسكندر لوقــا

تحليل وآراء

الأحد، ١٠ أبريل ٢٠١٦

وأنا أتتبع مشهداً راقصاً جمع بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وحسناء أرجنتينية، منذ أسبوع، لا أدري لماذا تذكرت تفاصيل رقصة كنت قد شاهدتها قبل سنوات جمعت بين السناتور الأمريكي الديمقراطي إدوارد روزنسكي مع حسناء أمريكية في ولاية نبراسكا الأمريكية.
والسبب وراء عدم نسيان هذه الرقصة أنها تسببت بوفاة السناتور المذكور بمجرد وصوله إلى المستشفى في حالة الإعياء الشديد الذي لحق به وهو يغني ويرقص أمام أكثر من ألف شخص في سياق عرض مسرحي جرى  في نادي الصحافة.
الجمهوريون عقبوا في ذلك الوقت، عقبوا في صحفهم على وفاة السناتور الديمقراطي بالقول: " لقد لقي جزاء لأنه حين رقص وغنى كان همه الوحيد السخرية من الحزب الجمهوري" بينما المقربون من الرئيس رونالد ريغان في زمن وقوع الحادثة فإنهم سارعوا إلى الاستنتاج بأنها لعنة الجمهوريين أو الفراعنة أو إبليس لابد أن تكون وراء حادثة الوفاة المفاجئة والتي لم تكن على البال. والبعض منهم قال: إن شكل الرقص والغناء يقتل صاحبه!
لا أدري لماذا استوقفتني حادثة رقص الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع الحسناء الأرجنتينية، وأنا أستعيد في ذاكرتي، بسرعة البرق، حادثة السناتور إدوارد روزنسكي. وقد بقيت لساعات أترقب وقوع نبأ سيئ ولكن الله ستر. وساعة شاهدت الرئيس أوباما يمارس عمله حمدت الله على أنه نجا من لعنة الرقصة التي أداها، كما نجا من لعنات أخرى بينها لعنة الفراعنة وإبليس وسوى ذلك من لعنات ستبقى تلاحق إدارته باسم الدماء الطاهرة التي أريقت على الأرض السورية منذ خمس سنوات وحتى الساعة.
ولا يدري أحدنا أي سناتور ديمقراطي أو جمهوري سيكون ضحية رقصة ما في زمن ما في مكان ما، ليس من شدة الإعياء فقط، ولكن من شدة وحجم اللعنات التي ستبقى تلاحقه.
iskandarlouka@yahoo.com