ماذا لو فاز "ترامب" برئاسة الولايات المتحدة؟!.. بقلم: د. بسام الخالد

ماذا لو فاز "ترامب" برئاسة الولايات المتحدة؟!.. بقلم: د. بسام الخالد

تحليل وآراء

الثلاثاء، ٢٩ مارس ٢٠١٦

Bassamk3@gmail.com
 أهم العوامل التي تبقي على الصورة المشوهة للعرب، في الثقافة الشعبية الأمريكية، حرص اللوبي الصهيوني في أمريكا الإبقاء على هذه الصورة واستغلالها لمصلحة تأييد الرؤية الصهيونية للصراع العربي – الإسرائيلي واستقطاب الدعم المالي والمعنوي والعسكري لإسرائيل باعتبارها " المخفر الأمامي الحامي للغرب في تلك الصحراء المتوحشة الحمقاء" بحسب رأي ذلك اللوبي!!
ومن هذا المبدأ ليس غريباً أن يعلن "دونالد ترامب" أحد المرشحين الجمهوريين للرئاسة الأمريكية أنه سينقل السفارة الأمريكية إلى القدس في حال انتخابه رئيساً.
 وأعلن في كلمة له أمام لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية "أيباك" أنه سينحاز إلى إسرائيل الحليفة الوثيقة للولايات المتحدة في أي مفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وأكد أن العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل غير قابلة للكسر، وعلى الفلسطينيين أن يوقفوا الإرهاب الذي يرتكب بشكل يومي ضد "إسرائيل" ويجب أن يأتوا إلى طاولة المفاوضات وهم يعتزمون قبول أن "إسرائيل" دولة يهودية لأنها ستظل موجودة للأبد كدولة يهودية!!
في نظرة تاريخية فاحصة إلى دور الإعلام الأمريكي وطريقة تناوله لصورة العرب بالتحقير والتشويه، نجد أن العرب والمسلمين نالوا من الظلم والإهانة، ما لم تنله أي أقلّية على أرض الولايات المتحدة "كالسود والشرقيين والايرلنديين"، حتى إن رسامي الكاريكاتير في العديد من الصحف الأمريكية أطلقوا العنان لمخيلاتهم من أجل تصوير العرب بأشكال وهيئات وحالات مقززة، من دون أن تثير تلك الرسوم استياءً أو اعتراضاً على ما ترمي إليه من دلالات ومعان، سواء من الحكومة الأمريكية أو من منظماتها المدنية التي تتغنى يومياً بالنمط الأمريكي في الديمقراطية وحقوق الإنسان!
لهذا فإن "ترامب" عندما يتجرأ على العرب والمسلمين في حملته الانتخابية فإنه يستند إلى إرث من تراكمات الكراهية التي غذاها الإعلام الأمريكي المرتبط مع أقوى " لوبي يهودي صهيوني" في الولايات المتحدة يعمل ضد العرب والمسلمين في ظل غياب أي " لوبي عربي إسلامي" على الرغم من قدرة العرب الاقتصادية، وأخص عرب النفط، من امتلاك واستثمار وسائل إعلام ومؤسسات بحثية تعزز صورة العرب والمسلمين إلى أرقى حالاتها.
في إحدى خطبه الانتخابية يصف "ترامب" المسلمين بــ " كارهي الولايات المتحدة والغرب"، مؤكداً أنه من الصعب التفريق بين الإسلام والمتطرفين من المسلمين، ولا يمكن السماح لأشخاص يحملون كل هذا الحقد بالدخول إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
ماذا لو فاز "ترامب" بالانتخابات وأصبح رئيساً للولايات المتحدة ودعم فكرة " الدولة اليهودية" التي يسعى إليها حكام "إسرائيل" في ظل التشرذم العربي وطوائف الإسلام..!
 ألا يفتح ذلك الأبواب على مصاريعها لتحقيق خارطة (الشرق الأوسط الجديد) التي رسمها الصهاينة بالأيدي الأمريكية بعد مئة عام من اتفاقية سايكس– بيكو؟!