وجهان!!.. بقلم: د.بسام الخالد

وجهان!!.. بقلم: د.بسام الخالد

تحليل وآراء

الثلاثاء، ٢٢ مارس ٢٠١٦

Bassamk3@gmail.com
الأول:
شد "نضال" الرحال قاصداً أحد بلدان العالم المتطور، بعد أن أمّن له صديقه "نعيم"، المقيم هناك، قبولاًمجانياً للعلاج في أحد المشافي مع ثمن بطاقة الطائرة.. عندما دخل بوابة التفتيش في المطار أعلن "زمور" الأمن عن وجود ما هو مريب.. خلع "نضال" ساعة يده وأفرغ النقود المعدنية وكل ماله علاقة بإغضاب الجهاز اللعين وعاود الكرّة، لكن الجهاز بقي على عناده.. اقتاده رجلا أمن إلى غرفة داخلية وعرّياه حتى من ورقة التوت، وعندما لم يجدا ما يبحثان عنه اقتاداه مجدداً إلى الضابط الذي نهره بدوره قائلاً: " اعترف ولا.. الجهاز لا يكذب.. ماذا تخفي في جسدك"؟!
قال: " لقد عريتموني تماماً وليس لدي ما أخفيه".. أشار الضابط إلى رجلي الأمن إشارة ذات مغزى.. ثوان وكان نضال معصوب العينين وملقى في سيارة الأمن وتناهى إلى سمعه النداء الأخير لرحلة طائرته التي ستغادر المطار بعد قليل.
في المشفى حاول أن يشرح للأطباء حالته لكنه لم يلق آذانا مصغية.. لحظات وانتشر المخدر في جسده.. وعندما استفاق وجد جسده لوحة "سوريالية" من الضمادات.. حاول النهوض مستنكراً فاكتشف أنه مقيد إلى السرير..إلا أن ابتسامة الطبيبهدأت من روعه: "مبروك يا بطل أنت حر" وقدم له مجموعة من الشظايا على قطعة قماش.. " لماذا لم تخبرنا منذ البداية أنك محارب قديم" ؟!
الثاني:
عندمااشتدتالأزمةفيالبلد غاب "حامد" عنالساحةولميعديراهأحد،لافيالمشهدالإعلاميولافيالمنتدياتالفكريةالتيكانتغطاءلفسادهالوظيفي،لقدكان "ثعلباً" يلعبعلىجميعالحبالوينتقلبسهولةبينضفةوأخرى.. استقالمنوظيفتهوباعكلأملاكهبمافيها "الفيلا" الفخمةالتيجناهامن "عرقجبينه" واستندإلىثلاثجنسياتأجنبيةلأولادهالذينكانيحرصعلىولادتهمفيإحدىالدولالأوربيةولسانحالهيقول: " البلدمابينعاشفيها " وهوالذيأوفدلمدةعشرسنواتعلىحساب "البلد" حتىنالشهادةالدكتوراهوتسلممناصب،كانيحلمبهاالكثيرون،أثرىمنخلالهاعبرالوساطاتوالعمولاتوالأتاواتوالسمسرة،وعنمافاحترائحةفسادهمُنعمنالسفر.
فجأةيظهرصاحبنافيالدولةالأوروبيةإياها،كرجلأعمال،وهويدشنمشروعاً "ترفيهياً" بكلفةوصلت إلى ٢٥ مليوندولارأميركي!
السؤالالذييطرحنفسه: منغادرالبلدأولاً.. صاحبنا " الثعلب" أمملاييندولاراته.. ولماذالم يصدر " زمور" جهاز الأمن في المطار صوته المعهود؟!