كان يا ما كان.. حكاية هذا الزمان.. بقلم: ندى الجندي

كان يا ما كان.. حكاية هذا الزمان.. بقلم: ندى الجندي

تحليل وآراء

الأحد، ٢٠ مارس ٢٠١٦

كان يا ما كان.. حكاية كل زمان ومكان.. حكايةٌ شارفت على الاختتام وبدأت تلوح بشائر السلام.
حكاية كُتبت، بالدماء والآلام، قد خطت سطورها أيادي ظُلام.
حكاية كُتبت على كل حجر بالدماء تاريخ جهل وصِدام، تاريخ أمةٍ مزقت أحشاءها أخطاءٌ جسام.
وطني جريح والدماء تسيل في كل بستان أطفالنا تلوك الصخر وأمهاتنا تنادي بالوئام أما آن الأوان لنعود إلى الأوطان!؟
كان يا ما كان.. حكاية كل زمان ومكان
حكاية قلم خط بالرصاص قرار الإدانة والإعدام لكل إنسان يناشد الحب ويقاوم العدوان.
حكاية ساحرةٍ تنطق بالأشعار وتعزف على الأوتار لحن الشرور والآثام.. لحن الموت لكل قلب ينبض بالإيمان.
حكاية راقصة ترقص على الشموع، رقصة الوداع، ترقص مع الذئاب، رقصة الذل والهوان.
حكاية مسافر يبحث عن طريق نجاته، طريق الخلاص والأمان.
حكاية تائهٍ في ليلٍ مظلمٍ يتخبط في حالة دوران.
أما آن الأوان لينطفئ الظلام؟
كان يا ما كان.. حكاية كل زمان ومكان
حكاية قمر الزمان وصراخها يملأ الأفنان، عندما يسلبها وجودها ويغتصب جسدها كل متسلط محتال وهو يناشد السمر والسلوان.
حكاية غدر الزمان عندما يغمس الأخ خنجره في قلب أخيه وهو يدعي الطهر والإيمان.
حكاية طفلة بريئة تبحث عن لعبتها وسط الركام والدخان.
حكاية عاشقة قد طال انتظارها عودة معشوقها وهي تترقب انطفاء البركان.
أما آن الأوان لعودة السلام؟
كان يا ما كان.. حكاية كل زمان ومكان
حكاية أم أفنت عُمرها في بناء الإنسان ولكنها لم تلقَ إلا النكران.
حكاية كل إنسان تاه عن جذوره.. عن وجوده وأضاع حبه في هوان.. فصار في خبر كان!
حكاية أم الحضارات ومهد الثقافات.
حكاية صمود وشموخ في وجه الطوفان
الحكاية تطول والحديث عنها يحتاج لأيام وأيام..
كان يا ما كان حكاية هذا الزمان
حكاية شآم.. حكاية حبٍّ ووجدان مهما جار عليها الزمان.. إلا أنها تبقى منارة تقشع الظلام.
حكاية عشق وهيام لا تمحوها الآلام، كتبت بماء شقائق النعمان
لقد آن الأوان للعودة إلى الأوطان.