ما بعد الأزمــة  ..مهداة إلى جمعية أجيال فوق الأزمات .. بقلم: د. اسكندر لوقــا

ما بعد الأزمــة ..مهداة إلى جمعية أجيال فوق الأزمات .. بقلم: د. اسكندر لوقــا

تحليل وآراء

الأحد، ٢٠ مارس ٢٠١٦

دعوتي اليوم وكما كانت دائماًأن نكون يقظين إلى ما يحاك ضد بلدنا، في سياق مخطط التآمر عليه:  تاريخاً . أرضاً .وشعباً.
التاريخ يشهد لنا بأننا كنا فاتحة أزمنة الحضارات التي توالت في منطقتنامنذ أن دب الإنسان الأولي فوق أرضها.
والأرض، كانت الشاهد الأم على ولادة الأنبياء والقديسين وعظماء الفكر والفن في رحابها، والذين قهروا الجهل بأبجدية أوغاريت.
وشعبها هذا الذي يقاتل اليوم ضد أعداء التاريخ والحضارة معاً، يؤمن بأن الأزمة الراهنة سوف يتخطاها كما تخطى الأسلاف، تبعاتالأزمات أيام جنكيز خان وهولاكو وتيمورلنك مروراً بفترة العثمنة والفرنسة وصولاً إلى يومنا هذا، يوم سيادة الهمجية  فوق أرضنا المقدسة.
يومنا هذا، يشكو من نزف الدم ولا يستسلم. يدفع التضحيات بلا شروط مسبقة ولا يستسلم. يترقب ارتقاءه بالشهادة في كل لحظة من حياته ولا يستسلم. يودع الأحبة أبناء وأحفاداً ومعارف وأصدقاء بعيون دامعة، ولا يستسلم. لا يستسلم، تلك هي المعادلة التي تحمل إلى أبنائنا وأحفادنا في ثناياها، بشارة الخلاص، وصولاً إلى مواجهة ما بعد سقوط الرهان على صمود أبناء سورية، جنوداًبواسل ومدنيين شرفاء.
ومن أجل أن نتخطى الأزمة إلى ما وراءها، علينا أن نتحضر، بالعزيمة والإيمان  لمواجهة مرحلة ما بعد الأزمة، أعني بهذا ما سوف يترتب علينا، وعلى أبناء أجيالنا الآتية خصوصاًمن التزامات خلال مرحلة إعادة ترميم الأفكار قبل أي شيء آخر، لأنه بالفكر وحده تتجدد الحياة وتنمو، كما حبّة القمح على طرف نبع ماء ينعم بدفء الشمس تثمر وتبقى، بالرغم من الرياح العاتية، تبقى صامدة ومتشبثة بأرضها.
إن بلدنا الذي خسر العديد من كوادره العلمية والثقافية، لا شك قادرعلى تعويض خسارتهبصمود أبنائه وتشبثهم بأرضهم.
وكما نعلم فقد سبق أن واجهت بلادنا غزوات عدة، وبعض منها لم يكن أقل شراسة مما تواجهه اليوم، ورغم ذلك لم تستسلم وانتصرت، انتصرت أيضاً بعزيمة أبنائها وإيمانهم بالله. إن شعباً يؤمن بالله لا يهزم. يبقى كما السنبلة تحني رأسها أمام العاصفةولا تكسر، وقد برهن أبناء شعبناعلى ذلك بطليعتهم المسلحة الباسلة على أرض المواجهة مع المجرمين الوافدين إلى بلدنا من كل أصقاع الأرض.
ما بعد الأزمة الحالية، هي الأزمة الحقيقية التي سوف نواجهها، كما أقدر، لإعادة إعمار بلدنا. وستكون لأبناء جيل الوفاء للوطن في أزمته الراهنة كلمتهم الفصل ساعة اندحار قوات الهمج عن أرضنا إلى غير رجعة. وتحية لجمعية أجيال فوق الأزمات.
Iskandarlouka@yahoo.com