رماد "ربيع الكاز العربي" .. بقلم: معن حمية

رماد "ربيع الكاز العربي" .. بقلم: معن حمية

تحليل وآراء

الجمعة، ١٨ مارس ٢٠١٦

ما عاد خافياً، أن حريقُ "الربيع العربي"، ليس ناتجاً عن حالات "الاحتباس العربي"، بل هو فائض ارهاب واجرام وعنصرية، منشأه "اسرائيل"، تشّكل نتيجة "الاحتباس الهزائمي" لدى كيان الاحتلال الصهيوني بعد هزيمته في لبنان بفعل ضربات المقاومة.

كل فلسفة "الربيع العربي" استهدفت منذ الأساس اسقاط المقاومة، دولاً وأحزاباً وحركات وشعوباً. واستهدفت استكمال مخطط تصفية المسألة الفلسطينية، اما إستعار الحريق، فكان بحاجة إلى عود ثقاب، يشعل النار في هشيم المعاناة المتأتية من غياب التنمية، والغرائز الهدامة التي تدين بثقافة الجهل والموت والخراب.

لكن، ما هو حقيقي، أنّ المعاناة الاجتماعية والاقتصادية وحتى التنموية، والغرائز العرقية والطائفية وحتى اللونية، هي أقل وطأة وحضوراً في المجتمعات العربية، قياساً على ما تعاني منه المجتمعات الاوروبية والغربية، وهذه حقيقة، تنزع عن الدول الغربية الصفة والأهلية لتصدير قيم الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان، لا بل أن الدول الغربية المتشدقة بهذه الشعارات، مُطالبة بأنّ تتغلب على المعاناة في داخل مجتمعاتها، بالخطط والسياسات الكفيلة بحل المعضلات القائمة، خدمة للاغراض الانسانية، وليس دعم الحروب العدوانية الارهابية لقتل البشر وتدمير الحجر وهدم العمران وتقويض الاقتصاد.

حديث الغرب عن الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان توقف، لكن "الفوضى الخلاقة" مستمرة، وقد صارت ارهاباً دموياً مدمراً، والحريق مشتعل في كل أرجاء العالم العربي، ناراً تطال بلهيبها بعض الدول، وجمراً تحت الرماد في دول أخرى، ومع ذلك، فإنّ بعض العرب يصبون زيوت نفطهم حتى تشتد النار استعاراً، وتلتهم أخضر الحياة، وهذا ما تريده "اسرائيل" التي تعتمد في حروبها العدوانية سياسة الأرض المحروقة، قبل تنفيذ اجتياحاتها وهيمنتها..

إذن، ليس تجنياً القول، بأن "الربيع العربي" هو الحريق القاتل بعينه، حريق أشعلته "اسرائيل" الارهابية بواسطة حلفائها وأتباعها وادواتها، ولو عاد البوعزيزي الى الحياة مرة اخرى، ورأى جرائم الارهاب في مدينة بن قردان التونسية، وفي ليبيا وسوريا والعراق وفلسطين المحتلة، لاختار أن يستشهد بعز على أرض فلسطين في مواجهة الارهاب الصهيوني.

سوريا في قلب الحريق، لأنها دولة مقاومة، حاضنة لكل حركات المقاومة في الأمة، والمقاومة مستهدفة، لأنها تقاوم "اسرائيل" وتحارب الارهاب، وكل توصيف للمقاومة على أنها ارهاب، لا يخدم سوى العدو الصهيوني.

إنّ من يقف ضد المقاومة، ومن يصف المقاومة ارهاباً، يرتكب خطيئة لا تغتفر، بحق فلسطين وبحق المقاومة، ويذهب بنفسه الى الضفة الأخرى، ضفة العدو الصهيوني، الذي هو منشأ الارهاب والاجرام، ومصدر الحريق الذي يتهدد كل دول المنطقة.