سورية توجه الرسائل القاطعة لجنيف 3..بقلم: ميسون يوسف

سورية توجه الرسائل القاطعة لجنيف 3..بقلم: ميسون يوسف

تحليل وآراء

الاثنين، ١٤ مارس ٢٠١٦

بعد أن حدد دي مستورا الموعد الجديد لاستئناف جنيف 3 في جولته الثانية بعد أن كانت الجولة الأولى، «انعقدت ولم تنعقد»، بنتيجة تصرف الأطراف التي انتدبت لتباحث وفد الحكومة السورية، التصرف الذي أدى إلى إفشال الجلسة قبل انطلاقها فشلا حمل دي مستورا على التدخل وإعلان تأجيل المؤتمر لحفظ ماء الوجه وإعفاء المتسببين بالعرقلة من مسؤولية الإخفاق، بعد كل ذلك نعود ونطرح السؤال التقليدي: هل ينعقد جنيف 3 في جولته الثانية أم إنه سيلاقي المصير نفسه الذي لاقاه في الأولى؟
للإجابة هنا يجب العودة إلى ثوابت سورية وقيود الجماعات المعارضة التي تعين أو ترسل إلى جنيف.
ففي الوقت الذي نجد فيه أن الدولة السورية تملك قرارها المستقل وتبحث عن أي مسعى سياسي لحفظ المصلحة الوطنية السورية دون الالتفات لأي شأن آخر، وهذا ما أكده الوزير وليد المعلم الذي عاد وشدد على تلك الثوابت في موقف مهم للغاية خاصة لجهة رفضه لتجاوز دي مستورا لمهمته والحلول مكان السوريين في شأن ليس له فيه شيء ورفضه لمناقشة موضوع مقام رئاسة الجمهورية من قبل أي كان والأهم تحديد مهلة 24 ساعة للوفد المفاوض حتى يبدأ التباحث الجدي في مواجهة من يدعي أنه يمثل المعارضة أو يقفل راجعاً.
وفي هذا الوقت نجد أن من يذهب إلى جنيف تحت مسمى معارضة سورية ليس له من الاهتمام السوري أكثر من تسمية لا يستحقها لا من قريب ولا من بعيد. ولذلك نجد أن النقاش أو التباحث سيكون بين جهتين جهة تبحث عن مصلحة سورية وجهات تبحث عن مصالح أجنبيه في سورية.
ولأن الأمر كذلك فإن الجهات الأجنبية التي تعين من يفاوض باسمها في جنيف ستقدر وضعها، وخاصة بعد أن سمعت ما سمعت من وزير الخارجية السوري وبعد أن واكبت مجريات الميدان ولذا ستقرر ما يناسبها وهو أمر لن يكون سهلاً عليها. وخاصة إذا استخلصت أن الظروف لا تتيح لها الحصول على ما تريد فأنها ستقوم بما تستطيع القيام به لمنع انعقاد المباحثات أو المماطلة فيها إذا انعقدت حتى لا يضطروا للتسليم لسورية بحقوقها الوطنية واحترام قرارها المستقل وحق الشعب السوري في اختيار حكامه.
وفي الواقع القائم في سورية اليوم وبعد أن صارت الصورة أكثر وضوحاً مع الوقف الجزئي للعمليات القتالية يبدو أن الظروف لا تناسب كثيراً الأطراف المشاركة في العدوان على سورية، وإذا كان دي مستورا يقول إن الجلسة المقبلة ستعنى بتشكيل الحكومة والبحث في الدستور، فأننا نسأل هل المعتدون مستعدون للاعتراف للسوريين بحقهم في اختيار حكومتهم ودستورهم من دون إملاء خارجي مع الانطلاق من النصوص الدستورية القائمة؟
لا نتوقع أن يكون المعتدون وفي طليعتهم السعودية التي تتخبط في حال من الجنون والهستيريا بسبب إخفاقاتها قد أصبحت جاهزة لمثل هذا الاعتراف، وقد يكون تعقد المأزق السعودي بعد الموقف الأميركي الذي أعلنه أوباما وكشف فيه ظهر السعودية التي بات عليها أن تعلم أن أميركا بدأت بالتلويح برفض نظام العصر الحجري الذي يعيش خارج العصر وهنا نطرح السؤال الثاني هل أن أميركا ستطور مواقفها لتصل إلى إلزام السعودية بالتعقل والواقعية. أم إن الأمر أميركياً يحتمل بعض التسويف؟ لننتظر.