الرياض وأنقرة ووهم التدخل البري.. بقلم:علي مخلوف

الرياض وأنقرة ووهم التدخل البري.. بقلم:علي مخلوف

تحليل وآراء

السبت، ٥ مارس ٢٠١٦

يتراجع منسوب الدعوات المعادية من أجل تدخل بري في سورية، لقد وصلت أنقرة حد اليأس، ولاسيما بعد تأنيب واشنطن لها بعد استهدافها الأكراد في الشمال، وهؤلاء بحسب مراقبين ترى فيهم أمريكا حليفاً رابحاً في المنطقة، أما الرياض فهي باتت أشبه بمنتظر لقدره، أرسلت طائراتها إلى انجرليك التركية، ثم أعلنت أنها لم ترسل أي جندي من جيشها؟! في تصريح بدا وكأنه نوع من التراجع عن فكرة تدخل بري!
أنقرة وفي آخر تصريحاتها قالت بأنها لا تريد إجراء مثل هذه العملية من جانب واحد، تحول الأمر من عملية تمهيدية لتدخل بري عسكري، إلى مشهد تحت عنوان مناورات "سعودية ـ تركية"! هذا كان وحده رسالةً واضحة المعنى بأن ما تم التطبيل له من تدخل بري ليس إلا مجرد هراء.
مع ذلك فإن الأتراك زعموا بأن موسكو ترتكب مجازر من خلال استهداف المستشفيات والمدارس والمدنيين في ريف حلب، لعل أنقرة أرادت بتلك المزاعم حفظ ماء وجهها أمام العالم، كونها لم ولن تجرؤ على إطلاق طائرة واحدة فوق الأجواء السورية، ولن تجرؤ أيضاً على ارتكاب حماقة تدخل بري وحدها.
لم يستطع مسؤولو أردوغان القبول بواقع فشلهم، حتى أعلن نائب رئيس الوزراء التركي يالجين أقدوغان أن بلاده تريد إقامة منطقة آمنة بعمق 10 كيلومترات في شمال سورية على خط الحدود مع تركيا، تضم مدينة اعزاز!
 لكن الرد أتى سريعاً من قبل وزارة الخارجية الروسية التي أعلنت في بيان لها أن لا منطقة عازلة في سورية من دون موافقة الحكومة السورية والأمم المتحدة، فضلاً عمّا قاله المسؤول السابق عن تدريب قوات الناتو في العراق اللواء "مايكل باربيرو" أنه يجب على الولايات المتحدة أن تتعامل بشكل أكثر شدة مع تركيا بعد قصف الأخيرة الأكراد شمالي سورية.
فيما اعتبر معهد " بروكينغز" أن إنشاء منطقة حظر جوي في سماء سورية في الوقت الراهن أمر مستحيل نظراً للتباين الكبير في الأهداف العسكرية الروسية وأهداف التحالف الذي تقوده "واشنطن" معيداً إلى الأذهان أن الهدف الرئيس من وراء فكرة الحظر الجوي هو منع الطيران السوري من استهداف المواقع التابعة لما تُسمى المعارضة "المعتدلة".
بالتالي إن كانت فكرة إقامة منطقة آمنة أو منطقة حظر جوي فكرة مستحيلة، فكيف إذاً بفكرة التدخل البري التي طالبت بها كل من "الرياض وأنقرة"؟!