هل من أمل؟.. بقلم: هنادى الحصري

هل من أمل؟.. بقلم: هنادى الحصري

تحليل وآراء

الأحد، ٢٨ فبراير ٢٠١٦

لا شك بأن الأمة العربية بعد هذا الواقع المتأزم الذي نشهده تشعر بحاجة لمخرج أو بديل للحالة الراهنة سواء في الفكر أو الممارسات الخاطئة...
و يأتي غياب الفهم الصحيح للدين ولفقه المذاهب و لمسألة الهوية و للعلاقة مع الآخر  بمناخ مناسب لكل الصراعات الطائفية و المذهبية أو الإثنية اذ يعمل على تحويل كل ما هو إيجابي قائم على الاختلاف و التعدد إلى عنف دموي يناقض أولاً جوهر الرسالات السماوية و الفهم السليم للهوية الثقافية العربية..
و أمام هذه الصراعات الدموية الجارية في أكثر من بلد عربي و بروز ظاهرة "داعش" و الفكرة المسيطرة الآن عن ضرورة تقسيم الشرق الأوسط  و رغم كل هذه المخاطر، ترى هل يمكن أن نجد بديلاً لهذه الحالة الراهنة من أفكار و ممارسات سيئة بتحقيق إصلاح جذري؟ ...
ولعل العودة إلى خلاصة تجارب الأوروبيين الذين خاضوا في النصف الأول من القرن الماضي حربين عالميتين دمرتا أوروبا و سقط نتيجتهما ضحايا بالملايين، نتيجة صراعات قومية وإثنية و طائفية، و لكن حين توافرت الظروف و القيادات و الرؤى السليمة، طوت أوروبا آلامها، و اتجهت نحو التوحد و التكامل بين شعوبها متجاوزة ما بينها من خلافات في المصالح و السياسات، و اللغات و الثقافات و الأعراق ، كفيل بأن يعيد تصحيح هذه الخطيئة التاريخية التي استهدفت عزل هذه المنطقة عن هويتها الحضارية و عن دورها العالمي، و عن هويتها الثقافية الواحدة و تقديم الدين إلى كيفية "العبادات " بدلاً من التركيز على ماهية و كيفية المعاملات!!..
إن الأمة العربية قامت مفاهيمها على الحوار مع الآخر، بينما لا يفعل ذلك أفرادها، الأمة العربية هي مهبط كل الرسل و الرسالات، وفيها ظهرت قبل الإسلام حضارات كثيرة و رسالات سماوية، وفي ديننا دعوة صريحة للتعارف بين الشعوب و عدم التفريق بين الرسل و الأنبياء، و أمتنا العربية مجبولة على التعددية و على حق وجود الآخر ، و تقوم روحيا على تعدد الرسل و الرسالات، و تقوم ديموغرافياً على تعدد الأجناس و الأعراق و الألوان وحضارياً على تجارب وآثار أهم الحضارات الإنسانية. و بعد كل هذا تشهد التخلف و التفرقة و الفئوية و التعصب!..
أخيراً: إن نقد الواقع ووضع اليد على سلبياته هو المدخل الصحيح لتصحيح مسار هذا الواقع و حدوث تحول كبير على مستوى الحكم و المجتمع معاً ... لتوفير مقومات نظام سياسي ديمقراطي من دون اللجوء إلى العنف.