متلازمة الفوضى والفساد.. بقلم: ميساء نعامة

متلازمة الفوضى والفساد.. بقلم: ميساء نعامة

تحليل وآراء

الثلاثاء، ٢٣ فبراير ٢٠١٦

الفساد هنا لا يقتصر على الفساد المادي، أو فساد بعض الأشخاص ممن اختلسوا أموالاً من المؤسسات الحكومية على حساب الموظف البسيط، ولا يقتصر حديثنا عن فساد وانحلال المعايير الاجتماعية، وغيرها من أنواع الفساد الذي يبدأ من رمي عقب سيجارة في طريق عام وصولاًإلى اختلاس الأموال العامة.
 الفساد بمعناه الأخطر عندما يرتمي بأحضان الفوضى، ليكشف عن عوراته العديدة، وأساسها فساد الفكر، وفساد الأخلاق الذي يؤدي إلى فسادالمجتمعات.
والسؤال الجوهري لمصلحة من تنفخ الفوضى الروح في الفساد بجميع أشكاله ليصبح حالة عامة، وتصبح القيم والأخلاق حالة شاذة؟
عندما نعود ونتابع برتوكولات حكماء صهيون، نقرأ في السطر الأول الجملة التي تلخص الإجابة عن السؤال آنف الذكر: " نحن اليهود لسنا إلا سادة العالم ومفسديه، ومحركي الفتن فيه وجلاديه".
 لايمكن أن ننظر بسذاجة إلى الفساد الأخلاقي الذي استجر خلفه جميع المفاسد التي تؤدي في نهاية المطاف إلى انهيار المجتمع، بمعزل عن انتشار الفوضى، بل هي الغاية الأساسية التي يسعى إليها الفكر الصهيوني الذي استشرى في الجسد العربي عموماً والسوري خصوصاً، مع بدايات ما أطلق عليه الفيلسوف الصهيوني برنار ليفي"الربيع العربي".
 الفوضى التي تعم البلاد جراء استشراء البلاء الإرهابي الذي يعتبر البيئة الخصبة لنمو الفساد واضمحلال القيم الأخلاقية الناظم المعياري لبقاءالدول واستمرارها.
مع اندلاع الحرب الصهيونية على الوطن العربي عموماً وسورية خصوصاً تحت مسمى "الربيع العربي"، فقدَ الشعب السوري الكثير من القيم الأخلاقية، فعندما نجد من يسخر من مشرد، أو لايعطف على مسكين، أو لايساعد كبير السن، ولا يحافظ على نظافة الحي الذي يقطنه، ولا يساعد على وقف تمدد الفساد في أي مكان يوجد فيه، ولا يشعر بالانتماء إلى وطنه نكون قد وصلنا إلى غاية حكام صهيون.
لكن يبقى بالأفق بارقة أمل،بأن مقاومة الفوضى عبر مكافحة الإرهاب تسجل انتصارات كبيرة باتجاه تحرير كافة الأراضي السورية من رجس الإرهاب والعودة التدريجية للأمن والأمان، ما يعني انحسار الفوضى ومحاسبة جميع من أفسدوا في الأرض السورية.
 تقول الأديبة السورية الكبيرة كوليت الخوري: الأهم الأخلاق والبقية تأتي... هي الحقيقة التي يجب أن يعيها الشعب العربي من المحيط إلى الخليج، فالأخلاق هي عماد بقاء الأمم واستمرارها، ومتى ذهبت الأخلاق تحققت بنود برتوكولات حكماء صهيون في القضاء على الوجود العربي.