انتفاضة الطعن..بداية لنهاية إسرائيل.. بقلم: آمال الشماع

انتفاضة الطعن..بداية لنهاية إسرائيل.. بقلم: آمال الشماع

تحليل وآراء

الأحد، ١٤ فبراير ٢٠١٦

في بداية تشرين الأول عام 2015 تزامن قيام الانتفاضة الفلسطينية الثالثة أو انتفاضة القدس، وكذلك سميت انتفاضة السكاكين.. مع أعمال العنف الإسرائيلي على الضفة وقطاع غزة.. والتي اعتمدت على قيام الفلسطينيين بعمليات طعن لعسكريين ومستوطنين إسرائيليين، ومن الأسباب التي دفعت إلى الانتفاضة ما يلي:
1- من أسباب اندلاع الانتفاضة الثالثة قيام عدة إجراءات تجاه المسجد الأقصى في شهر أيلول 9/9/2015 إذ صدر عن وزير الدفاع الإسرائيلي قرار بحظر مصاطب العلم في المسجد الأقصى وفي نفس الشهر في 14/5/2015 اقتحم وزير الزراعة الإسرائيلي أوري آرئيل المسجد الأقصى بصحبة أربعين إسرائيلياً، وفي 17/9/2015 قام عشرات من شبيبة حزب الليكود (الحزب الحاكم) باقتحام المسجد الأقصى.
2- توسيع المستوطنات في الضفة الغربية. 
3- اقتناع الفلسطينيين بأن القضية الفلسطينية ليست على لائحة اهتمامات أغلب العرب.
4- يأس الفلسطينيين من الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي.. ومن الإفراج عن الأسرى في السجون الإسرائيلية، وقد تناولت صحف بريطانية وأميركية أحداث العنف في الأراضي الفلسطينية.. فقد تساءلت صحيفة ذي اندبندنت البريطانية عن معنى الانتفاضة الفلسطينية الثالثة. وعن أسبابها وأبعادها كما أشارت إلى أنها محاولة من الفلسطينيين لانتزاع الاستقلال.. وحذرت أن هذه الانتفاضة ستكون لها نتائج خطرة على مستوى المنطقة، وكذلك تساءلت صحيفة ذي غارديان من جانبها عن أسباب تجاهل العالم لموجة الإرهاب في إسرائيل، وذكرت بأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سبق أن دعا إلى عدم السماح لليهود بتدنيس المقدسات الإسلامية والمسيحية في الضفة الغربية، وكذلك أشارت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إلى ارتفاع وتيرة العنف في الأراضي المحتلة.. وأن الشباب الفلسطينيين يقومون في تظاهرات احتجاجية ويقتربون من القوات الإسرائيلية بدلاً من الهروب منها.. مع مشاركة فلسطينيات أيضاً برمي الحجارة على الجنود الإسرائيليين، ويشارك أيضاً صبية وأطفال فلسطينيون في التظاهرات الاحتجاجية، وأشارت إلى ظاهرة (طعن الفلسطينيين) استخدام السكاكين لطعن المستوطنين المتطرفين.. والجنود الإسرائيليين الذين بدورهم يقابلون ذلك بالرصاص المطاطي والحي في مواجهتهم.. وأشارت الصحيفة إلى أن أسباب استمرار وتزايد العنف هو اعتداء مستوطنين متطرفين في مختلف أنحاء الضفة الغربية على الفلسطينيين وحرق منازلهم وهم بداخلها.. وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن جميع قادة الألوية في جيش الاحتلال الإسرائيلي أجروا مقابلات في السجون الإسرائيلية مع مقاومين فلسطينيين اعتقلوا في عمليات دهس.. وطعن إسرائيليين خلال فترة انتفاضة القدس الثالثة، وفي 30/1/2016  أشارت قناة التلفزة الإسرائيلية الأولى إلى أن هذا الإجراء غير تقليدي.. ولكن كان ذلك لابد منه للوقوف على أسباب و.. ودوافع.. ومبررات الفلسطيني الذي يقوم بهذه العمليات الفردية، وأكدت القناة على أسباب اتخاذ هذه الخطوة لعدم وجود حل أمني لهذه الظاهرة أو استحالة وجود أي حل لوقف هذه العمليات الرهيبة، كما أن من الواضح أن هذه الانتفاضة طويلة الأمد.. ونقلت القناة عن مصدر عسكري في قيادة المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي قوله: إن قادة الجيش والاستخبارات العسكرية (أمان) وقيادة المخابرات الداخلية (الشاباك) يحاولون أن يتوصلوا إلى حل لوقف عمليات المقاومة وأوضح المصدر أن هذه الانتفاضة طويلة الأجل، مشدداً على أن الأسوأ ما زال أمامنا وأن الإسرائيليين سيواصلون المعاناة، ومن جهة أخرى قال الصحفي الإسرائيلي جدعون ليفي وهو من مواليد 1953 وهو صحفي إسرائيلي يكتب مقالات تركز غالباً على الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وهو محسوب على اليسار الإسرائيلي يصفه البعض بأنه "صحفي بطل" كتب ليفي أول مقالة عن معاناة الفلسطينيين بعنوان "منطقة الشفق" عام 2004، قال: إن إسرائيل تمارس عمليات إعدام ميدانية ضد الفلسطينيين في أرجاء الضفة الغربية. وفي مقال نشرته صحيفة هارتس الإسرائيلية في عددها 31/1/2016 قال ليفي: "يجب أن نسمي الأمور بمسمياتها، ما تقوم به إسرائيل هو عمليات إعدام من دون محاكمة، وكل من يطلق عليها غير هذا الاسم، يكذب مع سبق الإصرار.." كما صرح ليفي بأن الحكومة الإسرائيلية اعترفت بشكل مباشر بأنها أصدرت تعليمات لتنفيذ عمليات الإعدام الميداني، مشيراً إلى أن وزير الداخلية جلعاد أردان أكد أن التعليمات الصادرة لعناصر الأمن بعدم السماح بأن يخرج على قيد الحياة كل من نفذ عملية طعن أو حاول أن ينفذ، كما أكد ليفي أن معظم الحالات التي تم إطلاق النار على من اتهمته إسرائيل بمحاولة تنفيذ عمليات لم يكن هناك خطر على الجنود المستوطنين اليهود يبرر القتل، ومن ناحية أخرى أثنى ليفي وامتدح وزير خارجية السويد التي طالبت بإجراء تحقيقات دولية بالجرائم التي تنفذها إسرائيل، واعتبر أنها واحدة من أصحاب الضمائر في العالم. وفي دفاعه عن الشعب الفلسطيني ورداً على الاتهامات الإسرائيلية الموجهة لمنفذي عمليات طعن ودهس الفلسطينيين بممارسة الإرهاب والرغبة بقتل اليهود، قائلاً: إن الشبان الفلسطينيين الذين يقومون بذلك من منطلق مقاومتهم للاحتلال وليس بدافع الرغبة بقتل اليهود، كما يزعم الإسرائيليون، وقال ليفي في مقال نشرته صحيفة هارتس إن عشرات الفلسطينيين الذين قاموا بعمليات ضد الإسرائيليين لم يفعلوا لمجرد أنهم يهود كما تقول الدعاية الإسرائيلية بل لأنهم تحت الاحتلال، ولهذا السبب عملوا لقتل المحتلين واختاروا العنف طريقة لمقاومة عنف الاحتلال واستهدفوا بشكل خاص الجنود المستوطنين لأنهم قوة الاحتلال لا بسبب يهوديتهم وأضاف: الهدف من محاولة تصوير كل مقاومة فلسطينية على أنها محاربة لليهود بسبب يهوديتهم هو سبب لكسب التأييد العالمي إلى جانب الضحية المفترضة وهي "اليهود"  وإخفاء الضحية الحقيقية في قضية الاحتلال الإسرائيلي.
وأكد ليفي أن خروج عشرات الفسطينيين لتنفيذ عمليات الطعن والدهس بصورة من تلقاء أنفسهم.. ومئات أو آلاف الذين يفكرون بفعل ذلك كان يجب أن يثير التفكير في إسرائيل ليس بالضحية التي يريدون القضاء عليها، ولكن بالأسباب والدوافع التي وراء الأولاد واليافعين اليائسين لفعل ذلك وهم يعرفون أن فرص نجاتهم معدومة، لكن الإسرائيليين يعرضون عن التفكير بذلك لأنه سيثير الأسئلة التي يهرب منها الإسرائيليون كهروبهم من الجحيم.
وأخيراً لابد أن يعود الحق لأصحابه، وهذه الانتفاضة هي بداية النهاية لدولة العدوان، وبداية ليبزغ فجر جديد.. تشرق فيه شمس الحرية، والكرامة، على أرض فلسطين الحرة، موطن الأحرار.