البداية والنهاية.. بقلم: د. اسكندر لوقــا

البداية والنهاية.. بقلم: د. اسكندر لوقــا

تحليل وآراء

الأحد، ١٤ فبراير ٢٠١٦

البداية في حياة الإنسان سؤال وكذلك هي النهاية. ويبقى السؤال في عقل الإنسان إلى نهاية رحلته في الحياة. لكن هناك أناس لا يهتمون بمثل هذا السؤال، كما النبتة التي تخرج من تحت التراب وترتفع قليلاً أو كثيراً نحو السماء ثم تموت قبل أن يشعر بها أحد.
من هنا فإن إنساناً لا يسعى إلى معرفة دوره في الحياة، ومن هو، ولماذا جاء ومن أين وإلى أين، سيكون مصيره مثل مصير النبتة التي لم يشعر بها أحد، وتكون ضريبة حياته الضجر ولا يدري لماذا.
إن معرفة الإنسان لدوره في الحياة وإن أتعبته، تبقى مدعاة للمتعة لأنها تقرّبه من نفسه، وتجعله أكثر طمأنينة وهو يؤدي دوره في الحياة، بغض النظر عن نوع العمل الذي يؤديه.
إن طريق المعرفة طويلة، ومع كل خطوة يخطوها الإنسان للوصول إليها قد يصادف عقبة تتعبه وتجعله قلقاً، ولكن مع ذلك فإن ما يعطي الحياة معناها هو البحث الدائم عن إجابات لأسئلة قديمة قدم التاريخ، ومنذ أن وجد الإنسان على الأرض، وتدور حول معنى حياته، حول لماذا ومن أين جاء وإلى أين سوف يذهب.
إن المعرفة وحدها، سواء كسبناها من الكتب أو من تجاربنا اليومية تعطينا الجواب. فلتكن المعرفة سبيلنا إلى معرفة أنفسنا، وبالتالي إلى معرفة لماذا ومن أين جئنا وإلى أين سوف نذهب؟ على هذا النحو نكون كمن يسير في النهار ولا يضلّ طريقه إلى الهدف الذي يسعى للوصول إليه أبداً.
إن مغالاة البعض من الناس بأنهم ليسو بحاجة إلى الأخذ بمثل هذه الاعتبارات، لأنهم، بينهم وبين أنفسهم، الأقدر من سواهم في صنع حاضرهم ومستقبلهم، بعيداً عن الحقائق التي لا مفر من جدوى البحث عنها، وخصوصاً ما يتعلق منها بوجودهم على الأرض وأهمية معرفة ما التزاماتهم لمعرفة أنفسهم أولاً، ومعرفة الآخر ثانياً، هي بحد ذاتها مغالاة وهمية.
وتبقى البداية والنهاية هاجس من يعي الحياة ويسعى لجعلها فرصة إثبات الحضور لا مجرد الوجود فحسب.
iskandarlouka@yahoo.com