الأنجلو أعرابي!

الأنجلو أعرابي!

تحليل وآراء

الجمعة، ١٢ فبراير ٢٠١٦

يحط الرجل الإنجليزي بغليونه وكشميره الفاخر ضيفاً على أبناء العمومة في الأسرة الملكية الأردنية، قوات بريطانية باتت على أراضي الملك بهدف إجراء لندن لتدريبات عسكرية والتدرب على نشر سريع لقوة تضم 30 ألف جندي، في محاكاة لعملية تشبه توغلا في شرق أوروبا، وبحسب وسائل الإعلان فإن 1600 جندي سيتوجهون إلى الأردن للتدرب على عملية التوغل تلك.
اللافت فيما تم نشره حول الموضوع هو أن تلك التدريبات ترمي إلى التأكد من قدرة لندن على إرسال قوة عسكرية كبيرة بأسلحة ثقيلة إلى شرق أوكرانيا في حال نشوب مواجهة بين روسيا وحلف الناتو.
إن صح ما تم تسريبه فإن المنطقة مقبلة على حرب سياسية حامية لن تقل سخونةً عن الحروب التقليدية، إذ من شأن تلك الخطوة الإنجليزية أن تكون بمنزلة تهديد للروسي بشكل مباشر، بل تصعيد واضح يكون تمهيداً لخلط الأوراق في المنطقة، فهل يكون القصد من ذلك أن تكون شرق أوكرانيا مقابل سورية التي يتقدم بها الروسي عبر غاراته الجوبة وحليفه السوري؟
النظام الأردني وبمواقفه المتناقضة والمتغيرة دوماً بات أشبه ببائعة الهوى " تذهب مع الزبون الذي يلقي بدراهم أكثر بين فخذيها" بمعنى آخر، فإن النظام الأردني يحاول أن يرضي جميع الأطراف المتناقضة، كالسعودية وقطر اللتين تدفعان مبالغ كبيرة بعضها مساعدات ومنح وبعضها ودائع في البنوك الأردنية، أم إرضاء تركيا كقوة إقليمية ووجهة جيدة لإنعاش الاقتصاد الأردني، إضافةً لإرضاء السيد الأمريكي في حربه المزعومة ضد الإرهاب، ومحاولة مهادنة الروسي والتظاهر بأن عمّان تريد الحياد والسلام.
إن صحت الأخبار حول وجود الجنود البريطانيين على الأراضي الأردنية، فإن ذلك سيضع عمّان في مواجهة ومساءلة مع موسكو، التهديد هنا ليس للحكومة السورية فقط من خلال وضع جنود إنجليز قد يكونون نواة غرف عمليات ودعم لوجستي للجماعات المسلحة في جبهة الجنوب التي يحضر الحيش العربي السوري لفتحها بعد الانتهاء من معركة الشمال في حلب وادلب وريفهما، بل أيضاً كتهديد واضح لموسكو من خلال محاولة ابتزازها " أوكرانيا مقابل سورية" على سبيل المثال.