المعارضة (المرتهنة) لا تدين تفجيرات داعش !!.. بقلم: غسان يوسف

المعارضة (المرتهنة) لا تدين تفجيرات داعش !!.. بقلم: غسان يوسف

تحليل وآراء

الأربعاء، ١٠ فبراير ٢٠١٦

يبدو أنَّ إدانة العمليات الإرهابية من البعض أصبحت عملية انتقائية, وأنَّ دماء الأبرياء ليس لها ثمن، إذا كانت المنطقة المنكوبة التي وقع بها الانفجار تابعةً للنظام أو منطقة موالية كما يصفها البعض!
الازدواجية في إدانة التفجيرات الإرهابية نراها - بشكل فاقع - عند من يطلقون على أنفسهم معارضة, أو عند الإعلام الداعم لهذه المعارضات المنتشرة في دول إقليمية وعربية.
 عندما بدأت التفجيرات في دمشق (تفجيرا البرامكة وكفرسوسة 2012) باشر الإعلام الخليجي بالترويج على أن من قام بالتفجيرات هو النظام السوري ليقول:    -أي النظام- إنه يتعرض للإرهاب على الرغم من أن جبهة النصرة تبنت التفجيرات في ذلك الوقت.
طبعاً, توالت التفجيرات وتوالت الاتهامات للحكومة السورية بالقيام بالتفجيرات والفاعل خارج قفص الاتهام وخارج الإدانة! حتى الأمم المتحدة تعاملت بهذه الازدواجية فعندما تقع أي عملية إرهابية في الغرب يجتمع العالم كله لإدانتها، كما حدث عندما تعرضت صحيفة شارلي إيبدو (السخيفة .. الساقطة .. المثيرة للفتنة) ويتصدر القادة العرب المظاهرات إلى جانب بنيامين نتنياهو مستنكرين الفعل الإجرامي الشنيع! لكن عندما تقع في بلادها ترى الشماتة في العيون وكيل الاتهامات للبعض من دون مراعاة لحرمة الدم ومشاعر المواطن المكلوم!
المعارضة السورية التي وضعت شروطاً مسبقة من بينها رفع الحصار عن المناطق التي تعج بالإرهابيين، امتنعت عن إدانة التفجيرات التي وقعت مؤخراً في السيدة زينب ومن قبلها في مدينة حمص .. الخ ! فكيف لمعارضة تدّعي أنها تمثل الشعب السوري أن تمتنع عن إدانة التفجيرات التي راح ضحيتها مئات الأبرياء من الشعب السوري نفسه؟ ألم يقل سالم المسلط المتحدث باسم مؤتمر الرياض والذي يدّعي تمثيل المعارضة في مؤتمر جنيف3: "إن هذه التفجيرات مفبركة, وإن الحكومة السورية هي من قامت بها" في حين أن داعش تبنت العملية!
المفارقة أن من تسمي نفسها معارضة تسارع لإدانة أي تفجير يقع في الرياض أو عدن، أو باريس، أو لندن، لكنها تمتنع عن إدانة التفجيرات في بلادها والتي تقع ضد الشعب التي تدّعي تمثيله!
عندما تصبح المعارضة السورية مستقلة القرار تدين الإرهاب في بلادها وغير مرتهنة للخارج رافضة لحمل السلاح متعاونة مع الدولة في التصدي للإرهاب, كما تفعل كل معارضات العالم, سيكون لها مكانة وقرار في بلادها, أما أن تبقى بوقاً لدول تتبع أنظمة طائفية تكفيرية كالسعودية وتركيا، فستجد نفسها خارج إطار الدولة السورية العلمانية المدنية الديمقراطية (الجديدة) كما يطالبون هم أنفسهم!.