كتيبة الخنساء وبعد.. بقلم: هنادة الحصري

كتيبة الخنساء وبعد.. بقلم: هنادة الحصري

تحليل وآراء

الثلاثاء، ٩ فبراير ٢٠١٦

كتبت منال عمر نائبة رئيس "معهد الشرق الأوسط و إفريقيا للسلام" في الولايات المتحدة بناء على دراسات و شهادات موثقة، أن الحرب الأهلية الدائرة في سورية باتت "حربا معلنة ضد النساء" اللواتي بحسب ما تظهر المؤشرات "سيجدن أنفسهن مستقبلاً في وضع أسوأ مما هن عليه اليوم، أيا كانت الجهة، وأن الاغتصاب لم يعد أمراً عرضاً بل إحدى الاستراتيجيات الممنهجة التي تمارس لترويع الأمينين من قبل الأطراف المتحاربة المختلفة.
هذه الجرائم لم تميز فئة أو ملة، و تعرضت لها درزيات وسنيات وعلويات، حتى إن النساء بمختلف طوائفهن وفقاً لهذه الدراسات، بتن لا يفرقن بين نظام و معارضة، لما لحقهن من أذى سواء بالسجن أو التعذيب أو حتى الإهانات على حواجز التفتيش.. لا شك بأننا نحيا في عصر اللا نخوة و اللا ناموس، حيث بتنا نسمع عن انتهاكات مروعة بحق النساء في سورية والعراق إضافة إلى اغتصابات وتخريب فكري ممنهج ولا من جهة تتحرك بل صمت مطبق يلتزمه العرب أصحاب الشهامة والنخوة، وكأن ما يجري للنساء هو جزء من ضريبة على الشعوب العربية أن تدفعها وسط تواطؤ دولي – إقليمي.
أما ما يثير الغضب فإن جمعيات حقوق المرأة "تنشط من أجل ما يسمى "تعنيف المرأة" أو ما يسمى حقها في إعطاء المرأة جنسيتها لأولادها وتتجاهل واقع البريئات اللواتي يغتصبن و يوزعن على أمراء المجموعات المسلحة كهدايا ومكافآت ضاربين عرض الحائط بهذا النوع من التخريب الموجه لتدمير داخلهن، عدا الزواج بقاصرات والتغرير بهن.
ومن الجدير بالذكر أن منظمة "هيومن رايتس واتش" تتناول واقع النساء في تقاريرها من سبي واغتصاب. ولكنهن بقين متروكات لقهرهن ولواقعهن الذي غالباً هو الانتحار.
أما ما يثير القلق فهو ما عرضه لنا إعلام داعش عن النقص في عدد الرجال والفتوى بشرعية إرسال النساء إلى أرض المعارك تحت مسمى كتيبة الخنساء و هذا في حدِّ ذاته استعباد مهين جنسياً وتوظيف إجرامي بأبشع صوره.
 السؤال الآن: إلى متى سيظل العرب يلعبون دور المتفرج، وقد هتكت الأعراض، والأنكى من ذلك أنهم يلقبون الكتيبة بالخنساء في محاولة لتشويه صورة الخنساء؟!.