بعد أن كان متفائلاً.. دي ميستورا يُصاب بـ "ضربة عين"!

بعد أن كان متفائلاً.. دي ميستورا يُصاب بـ "ضربة عين"!

تحليل وآراء

السبت، ٦ فبراير ٢٠١٦

أهي مزاجية أم لعنة تلك التي أصابت المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا؟! عند التحضير لمؤتمر جنيف كان دي ميستورا متحمساً وكأنه متوجه إلى حفل! حان وقت التوجه إلى جنيف وكان التفاؤل مسيطراً على الرجل، واصفاً المؤتمر بالفرصة الذهبية وأنه لن يسمح بإفشاله! أما الآن، فعلى ما يبدو أن عيناً قد أصاب الرجل الفرح! فعاد حزيناً، حيث أعلن دي ميستورا أن فشل مفاوضات جنيف 3 حول تسوية الأزمة السورية سيؤدي إلى اندثار الآمال الأخيرة في حل الأزمة، ولن يكون هناك أي أمل لسورية!
ما الذي جعله فرحاً ومتحمساً في البداية ثم حزيناً ومتشائماً إلى هذه الدرجة الآن؟ من كان يسمع تصريحاته قبل بدء المؤتمر كان يتيقين بأن هناك اتفاقاً روسياً ـ أميركياً لحل الأزمة السورية نهائياً وتم إخبار دي ميستورا بذلك ليروجه على الملأ، سمع كثيرون تفاؤله وتصريحاته وبعضهم اعتقد حقاً أن الحل بات قاب قوسين أو أدنى.
لكن بالتعنت السعودي والتصعب والصلف التركي "العصمنلي" لن يكون هناك أي حل، ولتكن المعركة في الميدان فقط، يستمر تدفق الإرهابيين والسلاح والمال عبر الحدود، وتدوم حالة الاستنزاف والحرب، هذا ما يسكن تلافيف المخ الوهابي الخليجي بل التركي أيضاً، لأن حلاً في سورية لا يحقق أهدافهما ضد القيادة السورية وبسط سيطرتهما على أجزاء من القطر سيُعتبر خسارة وانكسار، وسيعتقدان بأن دمشق ستصبر بعض الزمن لتعيد الثأر منهما في حال بقيت القيادة الحالية مستمرة "حسب العقل الخليجي والتركي".
كلام دي ميستورا قد يعني بأن لديه معلومات عن احتمال كبير بفشل المفاوضات، وهو أمر توقعناه قبل بداية المؤتمر، لأسباب أولها تشرذم وفود المعارضات ومصادرة قرارها، فالرياض تتحكم بقرار بعضها، وأنقرة بقرار البعض الآخر، ولم نتحدث عن باقي أشكال وأنواع المعارضة الباقية المختلفة في الأجندات والأهداف والرؤى فيما بينها.