مؤتمر جنيف 3 وظهور وهن المعارضة السورية.. بقلم: غسان يوسف

مؤتمر جنيف 3 وظهور وهن المعارضة السورية.. بقلم: غسان يوسف

تحليل وآراء

الاثنين، ١ فبراير ٢٠١٦

هل سنصل في الأيام القادمة إلى حالة وضوح الرؤية في المشهد السوري، بعد ما انكشفت (مجموعة الرياض) ومن يسمون أنفسهم (المعارضة السورية المعتدلة)؟ وهم ليسوا في الحقيقة إلا مجموعة من المسؤولين السابقين.. الفاسدين.. وبعض المتسولين الذين غيروا اتجاهاتهم من اليسار إلى اليمين بحسب التمويل ليتحالفوا مع مجموعات إرهابية تتلقى الأموال والسلاح بحجة ما سموه ظلماً (الثورة السورية) لقتل الشعب السوري.
الشيء الأخطر أنهم وصلوا إلى المرحلة التي يساقون فيها سوقاً إلى المؤتمرات كالبيادق أو كالماشية وهو ما عبر بعضهم عنه بصراحة كمنذر ماخوس وأحمد عوض الزعبي وبرهان غليون.. الخ
أما الدول الإقليمية الداعمة للإرهاب منذ خمس سنوات فتجد نفسها لا حول لها ولا قوة وستقبل بما يتفق عليه الكبار من دون أن يكون لها رأي أو كلمة!
ولمن يشكك بما نقول ليرجع إلى ما قاله الكاتب الكندي مارك تاليانو في موقع «غلوبال ريسيرش» من أن "الحكومات الغربية ومنها الكندية تتحمل ذنباً كبيراً بسبب دعمها للأعمال الإجرامية الفظيعة وتمويلها للإرهاب والمرتزقة الذين يعملون على تدمير سورية، ما يجعلهم رعاة حقيقيين للإرهاب، فليس هناك إرهابيون «معتدلون» كما تدّعي واشنطن، وكل المرتزقة الإرهابيين يتم دفعهم وتشكيلهم من الغرب وحلفائه ومن ضمنهم تركيا والسعودية وقطر.
اليوم تسعى واشنطن لإجبار هؤلاء الإرهابيين أو ممثليهم لحضور مؤتمر جنيف3 طوعا أو كرها شاؤوا أم أبوا!
لكن لنكن منصفين من الذي أجبر الولايات المتحدة على الاستجابة للطلب الروسي والطلب من هؤلاء الذهاب إلى جنيف3.. أليس صمود الجيش العربي السوري أولا ومن ثم الدعم الروسي والإيراني وحزب الله؟
نعم إن من ثبت في الميدان هو من سيقود المفاوضات.. الولايات المتحدة لم تتخل عن أصدقائها كما يقول هؤلاء، وإنما عمدت إلى استعمالهم كالأدوات إلى حين انتهاء صلاحيتهم، وهو ما أشارت إليه صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية حيث قال الكاتبان مارك مازيتي ومات أبوزو : " إن السعودية تدفع الأموال والولايات المتحدة تدير بها الحروب كما في أنغولا وأفغانستان ونيكاراغوا... وأخيراً في سورية"!
لكن الجديد هو تلك المعلومات الموثقة التي تُظهر كيف تمسك «سي آي إي» بزمام أمور التسليح والتمويل وتوزيع المهمات على الحلفاء وقيادة العمليات المعادية ضد الحكومة السورية!
لكن أخطر ما كشفته الصحيفة أن سبب صمت واشنطن على الانتهاكات السعودية وامتناعها عن توجيه انتقادات علنية لحكامها هو التحالف الوثيق القائم بينهما بفضل أموال البترو دولار والمصالح المشتركة.
الكاتبان ينبهان إلى أن التعاون الأميركي ـ السعودي في تسليح المجموعات المتمرّدة في أنحاء متفرقة من العالم ليس جديداً وإنما يعود إلى سبعينيات القرن الماضي.
والسؤال: لماذا لم يعتبر جهابذة (المعارضة السورية المعتدلة) مما جرى لأسلافهم؟  سؤال تجيب عنه الأيام القادمة.