توحيد الجهود للوصول للهدف المنشود.. بقلم: سامر يحيى

توحيد الجهود للوصول للهدف المنشود.. بقلم: سامر يحيى

تحليل وآراء

الأحد، ٢٤ يناير ٢٠١٦

الأول: منذ زمنٍ لم نلتقِ، طمئني عنك؟ الثاني: الحمد لله بخير الأمور إيجابية، لم نجد عملاً فاتفقنا مع مجموعة شباب وقمنا بتجميع المساعدات بحجة العمل الخيري ونقدّمه للجيش العربي السوري والمواطنين المحتاجين والمنتشرين بالشوارع والأحياء الفقيرة... والحمد لله كان عملاً مربحاً جداً......!؟
تكملة القصة واضحة بالتأكيد، مع احترامنا وعدم التشكيك بوطنية الكثير ممن يقوم بالعمل الطوعي والخيري الوطني والإنساني! ولكن التساؤل المطروح والمسموح لأي منا والذي يخطر على البال فوراً، هل الجيش العربي السوري بحاجةٍ للمساعدات ولو كانت عينية؟! هل بات الجيش العربي السوري شحاذاً على أبواب بعض الشخصيات بغض النظر عن نيّتها وما تطلبه في ذاتها؟!.. هل الأزمة جعلتنا نشحذ على بعضنا بعضاً؟! وهل الأزمة جعلتنا نستغل كل ما يمر بسوريتنا لتحقيق مصالح شخصية على حساب البلد وكرامة أبنائه؟!! هل وصل تجّار الأزمات لموضوع المساعدات الإنسانية؟! أين وزارة الشؤون الاجتماعية والجهات المختصة، هل قامت بأي تحرّك أو أسلوب عمل يسهم في توجيه سليمٍ لهذه الأفكار والآراء التي تصب لمصلحة أبناء الوطن من دون استثناء أحدٍ، والحيلولة من دون استغلالها بطريقة أو بأخرى؟؟!
العمل الإنساني واجب أخلاقي، ومصدر المعونات غير مشكّك به، لأن المواطن العربي السوري داخل وخارج سوريتنا معروف بكرمه وحبّه للعطاء، ولو كان محتاجاً... ولكن التساؤل ألا يمكن لنا أن نضبط هذا العطاء بما يساهم بتحقيق الأهداف المنشودة لكلّ منا، والتي هي أهداف الوطن وأبناؤه أولاً وأخيراً ؟!... ألا يمكن إيجاد طريقة وآلية عملٍ لتوزيع هذه المعونات لأصحابها الحقيقيين، فإذا فشلت المؤسسات الحكومية بعقلنة الدعم وتوزيعه، ولأسباب تتعلّق بالموازنة وغيرها، ألا يمكن عقلنة عمل مؤسسات المجتمع المدني التي تنشط هنا وهناك، لتعمّ الفائدة الوطن كله، ولا سيّما أنّك عندما تتابع صفحات القائمين على العمل الإنساني تظنّ أنه لم يعد في سوريتنا أحد بحاجةٍ للمساعدة أو العطاء... بالتأكيد من يعمل بشكلٍ فردي ودافعه حب الوطن، سيكون أكثر سعادةً عندما يجد نفسه في إطار عملٍ جماعي، وبالتأكيد سيساهم بشكلٍ فعال في التقليل من الفساد وتوجيه المساعدات وجهتها الصحيحة، فشتان بين مردود العمل الفردي ومردود العمل الجماعي.
إن دور وزارة الشؤون الاجتماعية بالتعاون مع الجهات المختّصة البحث عن السبل الأفضل من أجل توحيد جهود جميع مؤسسات المجتمع المدني والنقابات والاتحادات ودوائر الدولة ولاسيّما المكتب المركزي للإحصاء بالقيام بدورهم الحقيقي في البحث عن الإمكانية الأفضل والسبل الأمثل لتوحيد تلك الجهود قد يكون مناسباً:
دراسة جديّة للحاجيات الأساسية الحقيقية للمعونات الإنسانية للمواطنين، ولاسيّما في ظل تدني الدخل الفردي وارتفاع الأسعار وطمع البعض..
دراسة الفئات التي يجب أن يقدّم لها العون لكي يكون عملاً حكومياً مجتمعياً بعيداً عن المحاصصة وتجار الأزمات، ونبدأ من المحتاج للأقل احتياجاً للوصول لجميع فئات المجتمع، وقد نصل لمرحلة نكون مرادفاً ومساعداً للحكومة في عملية إعادة توزيع الدعم... والتخفيف عن الأعباء التي يتحمّلها المواطن..
أبناء الجيش العربي السوري لديهم مخصصات ورواتب وبالتأكيد الدولة لا تقصّر تجاههم، وإن حصل تقصير من قبل بعض الشخصيات الانتهازية الموجودة بكل مكان، فهذا لا يعمم على جيش وطني يقارع أعتى عتاة الإرهاب في العالم والمدعومة علناً وسراً ممن يدعون بأنهم يريدون حرية وكرامة الشعب العربي السوري.. والمساعدات التي سنقدّمها لهذا العسكري أو ذاك، بحجّة سرقة رواتبه ومخصصاته، بالتأكيد من يسرق المخصصات والرواتب، فسيسرق المعونات اللارسمية، ما يتطلّب أن تكون مساعدات الجيش العربي السوري مدروسة وعبر المؤسسات المعنية بالموضوع، بدلاً من الحصول على الموافقات بتوزيع هذه المساعدات، والبحث عن وسيلة لمكافحة الفساد لا لتوزيع تلك المعونات.
إيجاد الأسلوب الأمثل لتوزيع المعونات، فبدلاً من تقديم مواد معيّنة يمكن إيجاد فرص عمل، ولاسيما فتح ورشات صغيرة لما يحتاجه الوطن، وإمكانية تصدير بعض المواد، ولاسيّما أن لدينا من المناطق الآمنة والموارد ما زال يشجّع على فعل ذلك، عدا افتتاح موارد توزيع وتسويق وتوريد بأسعارٍ مدعومة لمصلحة المواطن بشكل مستديم وشامل.. ولدينا تجربة تعتبر ناجحة نوعاً ما وهي المؤسسات الاستهلاكية...
وهذه يمكن القيام بها بدعمٍ من التجار، والمغتربين وأصحاب رؤوس الأموال وبذلك يكون من يعلّمك الصيد خيراً ممن يصطاد لك السمكة، وبنفس الوقت تكون عطاءً مستداماً وبكرامةٍ وفائدةً للوطن والمواطن بآن معاً، وتشجيع المنتج الوطني...بما يساهم بتوسيعه مستقبلاً...
توطين العمالة بالإضافة لتشغيلها بالمشروعات الصغيرة، بإيجاد منافذ بيع في أماكن التجمّعات لاستيعاب كم من البائعين الجوالين الذين هم نواة سلبية في المجتمع، عدا استغلال البعض دورهم لتشويه مواد مشبوهة وتصرّفات لا أخلاقية.
محاولة قيام السفارات السورية بالخارج بالتعاون مع الحكومات المقيمة بها، وكذلك مع الجاليات السورية بكل مكان لمنع عملية التسوّل التي تحصل باسم السوريين، بل قيام تلك الجاليات بدورها الفعال في إيجاد فرص عمل لكل سوري مقيم بالخارج لكي يكون مردوده بالنهاية للوطن، ودائماً السوري مبدع وقادر على العمل، ومهما كان موقف المواطن السوري من أبناء وطنه، لكنّه مستعد للقيام بالعمل الوطني المطلوب منه من دون إبطاء إن طُلب منه.
تجريم مهنة التسوّل بشكلٍ حقيقي وجدي، لأنّه من النادر أن يتسوّل المحتاج، فهي مهنة وليست حاجة..
بالتأكيد المواطن العربي السوري بحاجة لحل آني وسريع للكثير من الأمور، لتأمين احتياجاته الأساسية، ولكن بالتأكيد أيضاً هو بحاجة لحلول مستقبلية ومستدامة، وهذه الحلول ليست متعلقة بوجود الأزمة وانتهائها، إنما هي حياة إنسانية يعيشها، والتفكير الجدي والإيمان بالمستقبل يجب أن يدفعنا للتفكير بما يصب بمصلحة كل منا من دون استثناء التي هي مصلحة الوطن، وبذلك نكون عوناً للشعب العربي السوري الصامد، والقيادة السياسية والجيش العربي السوري اللذين يدافعان عن كرامة سورية ويعملان ليلاً ونهاراً لطرد الإرهاب وعودة الأمن والاستقرار للمواطن والوطن على كافّة الجبهات، بدلاً من أن نكون عبئاً عليهم.
سوريتنا ليست بحاجة لتبرّعات، والمواطن العربي السوري سواء اللاجئ أو الذي هاجر إلى دولٍ أخرى كان رصيداً إضافياً يصب لمصلحة تلك الدول التي تشحذ باسمه وليس عبئاً عليها، وما يحصل الآن إعادة الدين الذي سدّدته سورية طوال فترة عطائها ولم تستثن دولة عربية من عطاء ودعم سورية، فمن هنا نحن بحاجةٍ ماسةٍ لإعادة توحيد الجهود، والبدء بعمل جديٍ ولو كنا متأخرين، لتوحيد الأفكار للوصول لفكرة شاملة كاملة تساهم بعملية إعادة الإعمار وتوزيع العطاءات والتبرّعات بما يتناسب مع المرحلة التي تمرّ بها، ونتعلم من دروس الماضي لكي ننجح بشكلٍ سريع وإيجابي في المستقبل القريب جداً، لنتمكن من مواكبة انتصارات الجيش العربي السوري والقيادة السياسية بالعمل الوطني البناء والإيجابي.