هل يصبح لداعش تمثيل سياسي؟!!.. بقلم: ميساء نعامة

هل يصبح لداعش تمثيل سياسي؟!!.. بقلم: ميساء نعامة

تحليل وآراء

السبت، ١٢ ديسمبر ٢٠١٥

 بعد انتشاره وتمدده بسطوة ممارساته الإرهابية؟ سؤال برسم من جعل من الفصائل الإرهابية المسلحة التي تقتل وتنهب وتجز الرقاب وتدمر البنى التحتية في سورية "معارضة معتدلة".
الصورة المفجعة اليوم أن القتلة يجتمعون تحت عنوان إنقاذ سورية وإنهاء الحرب، في عقر دار جذر الإرهاب الوهابية، المستمر في تمويل الإرهاب والإصرار المتعمد على إذكاء نار الحرب.
من وجهة نظر كل سوري صمد بأرضه وتحدى كل أنواع الإرهاب الممارس عليه، فإن كل من يحمل السلاح في وجه الدولة السورية والجيش العربي السوري هو مجرم لا يمكن التحاور معه.
 أما عن انتماءات هذه المليشيات الإرهابية المسلحة فهي موزعة بين رباعي الإرهاب القطري السعودي التركي الإسرائيلي، لكن النجومية المطلقة هي لتنظيم داعش الإرهابي الذي لا يزال يستقطب أعداداً كبيرة من المرتزقة من كل أنحاء العالم بسطوة الدعم الإعلامي الكبير الذي يحظى به داعش من المتحكمين بمفاتيح الإعلام الفضائي والإلكتروني عبر تسجيل أكبر نسبة مشاهدة لمسلسل الإعدامات الإجرامية المختلفة التي يقوم بها.
كما أن الانتشار الكبير الذي يحققه داعش والذي وصل إلى قلب أوروبا وليس بعيداً عن العمق الأمريكي، يجعله يتربع على عرش الإرهاب الدولي معلناً الطلاق البائن عن مصنعيه بعد اعتماده التمويل الذاتي.
الصهيونية العربية والغربية حاولت تجميع وتصنيع وتلميع معارضات سورية واستماتت في محاولات توحيدها، ولكن من دون جدوى، فهؤلاء الكومبارس الذين يتحدثون باسم مصنعيهم وليس باسم الشعب السوري، مرفوضون رفضاً قاطعاً من الشعب السوري، إلا أن خلافاتهم بين بعضهم كافية بإبراز صورتهم الحقيقية لكل العالم.
إذاً: في المشهد السوري اليوم مكونات ثلاثة، شعب سوري صمد على الجراح وضيق الحال المعيشي الذي فرضته الحرب الجائرة التي عمقت الانتماء إلى الوطن السوري رغم قساوتها، وجيش عربي سوري قدم تضحيات كبيرة كما قدم ويقدم انتصارات متلاحقة، وقائد صلب يقود السفينة السورية نحو النجاة بقوة العارف المتبصر للأحداث والمتغيرات المحلية والعربية والعالمية.
 ما عدا هذا المشهد الواضح وضوح الشمس، فهو إرهاب أسود يقف عندما تُجبر الدول الداعمة للإرهاب على وقف الإمداد الإعلامي والعسكري والمالي للإرهابيين، وإجبار الدول الفاتحة حدودها لتسريب الإرهابيين إلى سورية بإغلاق حدودها، ووضع جميع التنظيمات الإرهابية الموجودة في سورية والعراق على لائحة الإرهاب بما في ذلك داعش، وإلا فسنجد لداعش ومثيلاته من التنظيمات الإرهابية أحزاباً سياسية تتصدر المؤتمرات الدولية، وربما تحكم أو أقله تتحكم بالعالم.
ومع استمرار التمدد الداعشي، لن نستبعد أن يترأس البغدادي هيئة الأمم المتحدة ليقضي في شؤون حماية العالم من الحضارة المدنية، وأن يتصدر تمثال الظواهري بديلاً لتمثال الحرية وسط مدينة نيويورك الأمريكية، حارساً لمبادئ الإرهاب ورمزاً للربيع العالمي.