كيف حال القلب والأشواق هذا الوطن؟!.. بقلم: حسين عبد الكريم

كيف حال القلب والأشواق هذا الوطن؟!.. بقلم: حسين عبد الكريم

تحليل وآراء

الثلاثاء، ١ ديسمبر ٢٠١٥

هل نتأخر عن دروس الأسئلة، كما تتأخر غيمة عن أمطارها، وعاشقات عن الزينة و(دلعونا) الرغبات؟!
لعلنا نتحالف أكثر مما يجب مع التعاسات، ونهمل السعادات: نسأل هل بيعت المحاصيل بأثمان جيدة، وهذا جيد، وننسى طويلاً وكثيراً أن نسأل: كيف حال القلب والأشواق هذا النهار أو هذا الزمان أو هذا الوطن؟!
نفشل في مذكرات الوجدان والقناعات البهية، وعلى أثر ذلك نبدأ بالتحريات المعيشية فقط، ونتعامل مع التنفيعات والاحتياجات المادية المحسوسة والملموسة، ونتجاهل أن للقلوب حاجات، وللوجدانات أشواقاً وأهدافاً عاطفية بعيدة المدى والرجاءات..
نتعلم من حضارة الركض وراء المال والهموم العاجلة أن ننسى أصغر حبة ألق متبقية على جدار الحنين أو في قاع الهناءات البعيدة..
نتعلم أن نُشرد الألفة ونقسر الأفئدة على فجائعية العزلة.. وفي الزمن الإعلامي الفاجر نقتتل مع عواطفنا ونبتكر لها موتاً مؤقتاً!!؟
الزمن الإعلامي الفظائعي هو زمن الميتات الجاهلية والبربريات الفظّة.. زمن يطعن الأحلام بسكاكين المعلومات المشوهة مثل نساء صدمتهن حافلات عاجلة، ثم تُركن على قارعة أنوثة مهجورة أو معفّرة بالطغيان أو الإهمال!؟!
حين لا يوجد أصدقاء وصداقات، وأحباب وعلاقات عطفية.. حين لا توجد أسئلة من نوع: كيف حال قلبك والأشواق والعائلة واللقاءات؟!
وكيف سعادة وطنك وتفاؤلك بالخير؟!
حين لا توجد هذه الهواجس وهذه البهاءات، ستوجد البشاعات التي نراها.. ستوجد اللعنات والإهانات!!!
زمن يميت الفكرة الجميلة، ويحيي الفوضى والفناء والفتنة والتدمير.. زمن هذه همومه وهذا عقله وهدفه، ماذا سننتظر منه غير الطغيان والعائلات النفطية والاستمارات التي (تنطر) مضرة الشعوب، والتي تمول الاغتيالات؟! المال الوسخ صديق الإعلام الوسخ، وعلى ضوء هذه الهمجيات لا تبدع أسئلة الوجدان سوى النحيب أو التحديات!!
مرحباً أيها القلب: عندنا فائض اشتياق، مهما قيل وقيل عن القلة والفقر.. وألف ألف تحية لك أيها الوطن: عند القلوب الجميلة كثير من التحديات والبهاء الوطني!!