إنها حقاً.. لمفارقة عجيبة..بقلم: آمال الشماع

إنها حقاً.. لمفارقة عجيبة..بقلم: آمال الشماع

تحليل وآراء

الاثنين، ٣٠ نوفمبر ٢٠١٥

تعرض الطفل البريطاني جيمس هايوارد وعمره أربعة أعوام لتفتشي دقيق في أحد المطارات البريطانية وتمت مصادرة بندقيته البلاستيكية من قبل رجال أمن المطار لأنها تشكل تهديداً أمنياً. وكان هايوارد قد وصل مع والديه إلى مطار "إيست ميدالانوز" وهو أكثر المطارات ازدحاماً في بريطانيا من قبل حركة المسافرين يحمل بندقيته البلاستيكية ذات الألوان الزاهية والتي تقذف كرات إسفنجية قبل مغادرة العائلة إلى جزيرة لانزاروت الإسبانية ولكن رجال الأمن الذين وصفهم والد الطفل بأنهم "متعصبون" اعتبروا لعبة الطفل تشكل تهديداً أمنياً وأجبروه على تسليمها لهم قبل أن يقوموا بتفتيشه بشكل شخصي حسبما أوردت صحيفة ديلي ميل البريطانية وقال والد الطفل هايوارد: إن مصادرة بندقية بلاستيكية من طفل بعمر أربع سنوات أمر سخيف. وأضاف: "كنا متأخرين عن رحلتنا ولو كان لدي الوقت لجادلتهم وأثبت لهم أنهم على خطأ، ولكني لم أرغب في تفويت الرحلة" إنها حقاً لمفارقة عجيبة تدعو إلى السخرية.. والعجب والاستهزاء.. طفل عمره أربع سنوات يحمل بندقية بلاستيكية تقذف كرات إسفنجية تصادر منه في أحد المطارات في بريطانيا.. ويفتش تفتيشاً ذاتياً دقيقاً.. يجعله في حالة رعب.. وخوف.. ثم كآبة.. وحزن على مصادرة لعبته الأثيرة.. في بلد يدعي الحضارة.. والتمدن.. بينما يدعم ويتعاون ويساهم مع بقية دول الشر.. والعدوان.. والقتل.. والتدمير.. وزرع الخوف.. والفزع.. والإرهاب.. من قطع الرؤوس.. وتخويف النفوس.. وقتل الأبرياء.. صغاراً أو كباراً.. ذكوراً وإناثاً.. قتل البعض بشكل عشوائي.. والبعض اختار قتل العلماء.. والأكفاء.. والرواد.. والمبدعين.. ليفرغوا الأمة العربية من أكبر مصدر للتطور والتقدم.. ألا وهو الطاقة البشرية العلمية.. والنابغة.. والمبدعين.. والمتميزين.. وما إلى ذلك.. كما ساهموا في هدم البيوت.. وسرقة المعامل.. والمصانع.. والبضائع.. والثروات والآثار.. وشوهوا الأوابد التاريخية.. كما سرقوا النفط والغاز.. وحرقوا الأشجار.. والمزروعات.. وتاجروا بالرقيق.. والأعضاء البشرية.. في أكبر مذبحة عرفها التاريخ.. وبسبب الإرهاب والعنف والقتل والدمار تشردت في الوطن العربي آلاف العائلات.. منهم من تشرد لهدم بيته.. ومنهم من تشرد هرباً وخوفاً من القتل والدمار والعنف والتنكيل بهم.. فأصبحوا بين عشية وضحاها.. بلا مسكن.. بلا مأوى.. بلا عمل.. وبعضهم تشرد وحيداً بلا عائلة.. وبلا أهل.. وإزاء كل هذه الأحداث بصورة عامة.. والحرب الكونية على سورية بصورة خاصة.. أثبت للعالم.. أن سورية تدفع ضريبة المقاومة.. والوقوف مع الشعب الفلسطيني في حقه لاسترداد الأرض والكرامة.. ولقد أبهرت الجميع بصمود شعبها.. وحكمة قيادتها وبطولات جيشها المغوار وأبطاله الأشاوس الذين يسطرون كل يوم ملاحم من بطولاتهم.. وها هي سورية قلب العروبة النابض تثبت ذلك بانعقاد المؤتمر 19 لاتحاد المعلمين العرب في سورية وإشادتهم: "من سلامة النهج المقاوم لسورية وموقعها الراسخ في قلب الأمة العربية".