رفع العلم الفرنسي شعور بالدونية وفقدان للوطنية.. بقلم: غسان يوسف

رفع العلم الفرنسي شعور بالدونية وفقدان للوطنية.. بقلم: غسان يوسف

تحليل وآراء

الاثنين، ٣٠ نوفمبر ٢٠١٥

ما أن ضربت الهجمات الإرهابية العاصمة الفرنسية باريس حتى تداعى قليلو الوطنية وفاقدو الضمير في البلاد العربية إلى رفع العلم الفرنسي على المعالم الحضارية والوطنية في بلادهم تعاطفاً مع الفرنسيين ورفضاً لإزهاق الأرواح البريئة في باريس، لن نختلف على أن ما حدث في باريس عمل إرهابي، لكن ما سنختلف عليه هو أن الأعمال الإرهابية تضرب العراق وسورية يومياً كما ضربت وتضرب تونس ومصر ولبنان ولم نرَ متعاطفاً واحداً مع أبناء هذه البلدان، بل شاهدنا دعماً واضحاً لمنفذي العمليات الإرهابية والدفاع عنهم واتهام الأنظمة بتنفيذ الجريمة على الرغم من تبني المجموعات الإرهابية لهذه الأفعال!
نعم إن من دعم الإرهاب في سورية هو من يكتوي بنار الإرهاب حالياً كتركيا وفرنسا والسعودية والكويت.. الخ، ألم يُحذّر الرئيس بشار الأسد من ارتداد الإرهاب على أصحابه؟ ألم تشهد تركيا تفجيرات وأعمال إرهابية من قبل متطرفين على الرغم من أن رئيسها رجب طيب أردوغان يقيم علاقات مع كل الحركات المتطرفة في المنطقة إن لم يكن في العالم!
فرنسا دولة استعمارية دخلت بلادنا واحتلتها وقتلت وذبحت وشردت الكثير من أبناء سورية ولبنان وكل بلدان المغرب العربي، لكنها خرجت مدحورة مذعورة بسبب شجاعة أجدادنا وعدم قبولهم بالذل، فهل نرفع علمها ونبكي على أبنائها وننسى أبناءنا ما فعلته وما تفعله الآن من دعم واضح للإرهاب!
عندما تعرضت صحيفة شارلي إيبدو العنصرية المتطرفة السخيفة لاعتداء إرهابي - وأنا هنا لا أؤيد الأعمال الإرهابية ضد أي أحد - ذهب قادة دولنا العربية ومشوا جنباً إلى جنب مع بنيامين نتنياهو رئيس كيان الاحتلال الصهيوني الذي قتل الآلاف من الأطفال الفلسطينيين واللبنانيين ليتضامنوا مع من يسخر برسوماته من نبينا الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) ولم يشعروا بالخجل.. لا من تضامنهم مع رسامي شارلي إيبدو.. ولا من مشيتهم كالقطيع خلف قادة الإرهاب العالمي متناسين ما تفعله الولايات المتحدة ومن يسير خلفها في كل من سورية والعراق وليبيا وحالياً في مصر!
والسؤال، هل يختلف من يستخدم الإرهاب كسلاح ضد الآخر عمن يؤيده ويدعمه عندما يتوافق مع مصالحه! وهل يختلف هؤلاء بأفكارهم عن داعش؟ وما الفرق بين الاثنين سوى باللباس وأدوات التنفيذ!
هل تريدون الحقيقة؟.. ثمة داعشان في البلاد الإسلامية والعالم.. داعش يمارس قطع الرؤوس والإرهاب بالسكين وكل أدوات القتل.. وداعش آخر يمارسه الإرهاب بالكلمة والتصرف، ومن يرد التأكد فليتابع الإعلام الخليجي أو الغربي المدعوم خليجياً, فعلاً هزلت!