دائماً اليهود أولاً .. بقلم: د. اسكندر لوقــا

دائماً اليهود أولاً .. بقلم: د. اسكندر لوقــا

تحليل وآراء

الأحد، ٢٩ نوفمبر ٢٠١٥

في زمن التآمر على سورية قديماً، وكما هو الحال في أيامنا هذه، قرأت وثيقة تعود إلى ذلك الزمن تحديداً، جاء فيها قول لويد جورج، رئيس وزراء بريطانيا، موضحاً ظروف إصدار وعد بلفور في الثاني من شهر تشرين الثاني عام 1917 بقوله: لقد تحققت بريطانيا في عام 1917 أنه "من الضروري" الحصول على مساعدة اليهود لكسب المزيد من التأييد لمصالح الحلفاء في دول العالم ضد دول المحور في أثناء الحرب.
وبذلك، كما نفهم، أنه كان على بريطانيا، لاجتذاب اليهود في العالم إلى صف الحلفاء، إصدار هذا الوعد المشؤوم، كما نحن نطلق عليه دوماً، وهو كذلك، منذ تاريخ صدوره إلى اليوم وإلى كل الأيام الآتية.
وقد أكد ونستون تشرشل معنى ما جاء في قول رئيس وزراء بلاده في عام 1920 عندما زار مدينة القدس، بصفته وزيراً للمستعمرات البريطانية. هذا فضلاً عن تأكيدات أخرى متعددة من قبل زعماء آخرين لم يترددوا عن دعمهم يهود العالم تحت معادلة "شعب بلا أرض وأرض بلا شعب" وهي المعادلة التي طالما روج لها الاستعمار في الغرب وصولاً إلى يوم سرقة الأرض وجعلها ممسوكة من قبل الحركة الصهيونية في العالم، منذ تاريخ التقسيم وحتى الساعة.
إن العلاقة بين بريطانيا والحركة اليهودية العالمية عموماً ليست وليدة الثاني من تشرين الثاني تاريخ صدور الوعد أو تاريخ توقيع اتفاقية سايكس – بيكو بين بريطانيا وحليفتها فرنسا. إن تاريخ العلاقات بين هذين الطرفين، يعود إلى تاريخ انعقاد مؤتمر بال في سويسرا وصدور كتاب تيودور هرتزل "الدولة اليهودية" الذي أسس بموجبه منصة الانطلاق باتجاه القبض على الأرض مع سكانها العرب الأصليين بحجة أنها أرض بلا شعب وبالتالي وجوب العمل من أجل الذهاب إليها باعتبارها أرضاً منحها لهم الله بوعده لتكون لهم لا لسواهم.
وبطبيعة الحال كان لا بد للحركة الصهيونية أن تستثمر مثل هذه الادعاءات المضللة لتحقق مآربها لا في فلسطين فحسب، كما هو الحال في أيامنا هذه، بل في كل بقعة أرض يدعي الصهاينة أنها لهم ما دام قد وطئتها قدم يهودي أياً كانت صفته في العالم. إن العملية ليست عملية حق مكتسب بوعد من السماء بقدر ما هي عملية نصب واحتيال في زمن فقدان أغلب العرب وعيهم، ولأن قصة الحلفاء ودعم اليهود لهم لم تكن سوى وسيلة وضع الغرب في مربع الخضوع لإرادة اليهود وليس العكس.
iskandarlouka@yahoo.com