الأتراك والخليجيون في حالة جنون حتى تحقيق حلم توحيد المعارضات

الأتراك والخليجيون في حالة جنون حتى تحقيق حلم توحيد المعارضات

تحليل وآراء

السبت، ٢٨ نوفمبر ٢٠١٥

مع كل التعنت الخليجي ـ التركي  في مسألة التفاوض لا سيما ما يتعلق بالبند المتعلق بشخص السيد الرئيس بشار الأسد، ومع كل محاولات هؤلاء لخلق واقع ميداني جديد قبل الذهاب إلى طاولة المفاوضات، لا يزال هناك تحد كبير يوجه كلاً من أنقرة والرياض والدوحة، يتمثل في توحيد معارضات شتى متناحرة أساساً فيما بينها.
بعضهم محسوب على السعوديين مثل "جيش الفتح وجيش الإسلام وحركة أحرار الشام" والبعض الآخر محسوب على تركيا مثل "الجبهة الشامية ولواء السلطان مراد .. الخ" فضلاً عن وجود ميليشيات أخرى بعضها مرتبط بالدوحة وبعضها الآخر يتقاسم السيطرة عليه كل من السعودية وتركيا، والبعض الآخر كان يتلقى دعماً من بعض العواصم وقد استقل عنها بعدما قويت شوكته كجناح القاعدة في بلاد الشام "جبهة النصرة".
لقد تحولت مسألة توحيد المعارضات السورية إلى معضلة حقيقية باتت تؤرق الغرب وحلفاءه، كيف يمكن توحيد من هم متناحرون ومختلفون في الأجندات والأهداف، كلهم يشترك في العداء للدولة السورية وكلهم يريد إسقاطها هذا صحيح، لكنهم في ذات الوقت كلهم يريدون أخذ الحصة الأكبر من الكعكعة، وها هي المعارك الجارية بينهم في ريف دمشق وحلب أكبر دليل على ذلك، لا سيما سلسلة الاغتيالات التي طالت قياديين في الجماعات الإرهابية.
كيف ستتمكن تركيا والأنظمة الخليجية من توحيد تلك المعارضات؟ هل سنشهد حل بعضها وتشكيل ميليشيات جديدة مدمجة بأسماء جديدة؟ ماذا عن مسألة التطرف والاعتدال، كيف سيتم فرز تلك الجماعات؟ وبعد توحيدها سياسياً أمام الرأي العام في حال نجحت المحاولة، كيف سينعكس ذلك على الميدان، بمعنى هل سيتم تنظيم تلك الميليشيات في جيش واحد يتم إعادة دعمه عسكرياً ومالياً لوجستياً وإعلامياً، بعض المراقبين يرى أن مسألة توحيد تلك المعارضات في غاية الصعوبة إن لم نقل إنها شبه مستحيلة، بالتالي حتى لو كُتب لتلك المحاولة النجاح فإنها ستستغرق الكثير من الوقت، وحتى تحقيقها في هذا الوقت سيقوم كل من الروس والسوريين باستغلال هذه المدة لتحقيق انتصارات عسكرية مهمة تعزز موقفهم على طاولة المفاوضات، وهذا ما يعرفه الأتراك والخليجيون وهو ما يفسر جنونهم.