عندما يكون اللقاء بين قيصر و عمامة سوداء

عندما يكون اللقاء بين قيصر و عمامة سوداء

تحليل وآراء

السبت، ٢٨ نوفمبر ٢٠١٥

لقاء تاريخي وفريد من نوعه هو ذاك الذي جمع مرشد الثورة الإسلامية في إيران علي خامنئي مع الرئيس الروسي فلايديمر بوتين، الحميمية ووثاقة الحلف بين  الدولتين كان واضحة في كل تفاصيل هذه الزيارة.
أقدم المصاحف الروسية هدية لصاحب العمامة السوداء في طهران، رسالة سياسية بقدر ما هي إشارة إلى قوة الحلف بين الإيرانيين والروس.
لقد كان الملف السوري أدسم الملفات التي وُضعت على مائدة الزعيمين الكبيرين، مصير القيادة السورية، والمواقف الثابتة لكل من الدولتين إزاء دمشق، ما يمكن التفاوض بشأنه وما لا يمكن المساس به، كل شيء تم بحثه بالتفصيل، أما المراقبون لتلك الزيارة فأول ما قالوه إنه من النادر أن يجتمع خامنئي بأي رئيس ضيف مهما كان شأنه لمدة ساعتين متواصلتين، وقد فعل مع بوتين فقط، وهي أيضاً إشارة إلى قوة وأهمية الحلف القائم بين القوتين الإقليمية والعالمية.
لقد أكد الجانبان عزمهما على التعاون في محاربة الإرهاب والتسوية في سورية، من أجل تحقيق القرارات الخاصة بإطلاق عملية سياسية شاملة في سورية، وقد استغل القيصر بوتين تلك الزيارة للتأكيد على أن العمليات العسكرية الروسية في سورية تعطي ثمارها، وأن إيران تقيم نتائجها إيجاباً، فما معنى هذا الكلام؟ وهل فيه رسالة للخصوم؟
إن قول بوتين بأن عملياته العسكرية في سورية تحقق ثمارها وتأكيده على رضا الإيرانيين عنها، يدل بأن الأهداف التي تضربها المقاتلات الروسية ليست داعشيةً بالمطلق، بل هي تستهدف كل تجمع إرهابي يقاتل الجيش العربي السوري مهما كان اسمه، وكما قلنا فإن ما يدعم هذا التفسير هو قول بوتين أن الجانب الإيراني يقيم نتائج العمليات العسكرية إيجاباً، وطهران ترى أن كل جماعة مسلحة تقاتل الجيش السوري جماعةً إرهابية، بالتالي فإن الرسالة التي تضمنها قول بوتين هو أن بلاده ستستمر باستهدف كل جماعة إرهابية أي داعش وغيرها، ولن يفيد الأنظمة المعادية لدمشق كل انتقاداتها واعتراضتها على استهداف ما يصرون أنها "جماعات مسلحة معتدلة".
كما أكد الجانبان أن التسوية السياسية في سورية لن تتم عن طريق الإملاءات الخارجية، والمقصود هنا بالطبع كل من أمريكا وحلفائها "الأتراك والسعوديين والقطريين"، هذه القوى أول ما تريد فرضه هو شرط متعلق بالسيد الرئيس بشار الأسد، وبالتالي فإن تصريح الرئيس الروسي حول عدم القبول بأن إملاءات خارجية على السوريين بات يُعتبر رسالةً أخرى على موقف موسكو من مسألة الرئيس الأسد.