أكبر من الكتابة بآلاف القامات والأميال!؟.. بقلم: حسين عبد الكريم

أكبر من الكتابة بآلاف القامات والأميال!؟.. بقلم: حسين عبد الكريم

تحليل وآراء

الأربعاء، ٢٥ نوفمبر ٢٠١٥

الشهداء أكبر من الكتابة بآلاف القامات والأميال والسنوات!
تجتهد الصورة الشعرية والأحلام.. تنتقي وفاقاً رائقاً بين التمنيات والتمنيات.. تصعد إلى الأعلى، أملاً بالسمو.. تكتب، لا تكتب، تتعرى.. تلبس قمصان الدلالات والنوم وعافية اليقظات واللفتات..
من حق الكتابة المقاربات، ومن حق الحلم أن يحزن وأن (يتنومس) أو (يتكوبس).. ويبقى الدم عنواناً عصياً على الحبر والكلمات.. نتشهى أن نتعلم مفرداته، وأن تكون لنا لغته وتعابيره وعلامات فجره وليله، وحده لا يترك مجالاً لسواه من المعبّرين والمجتهدين: الدم يحلم عن الجميع، ويضحي باسمهم، ويتفاءل من أجل الفقراء الواقعين تحت ضغط الفقر ومرارات الخيبة والأسى والأسف..
الدمعات شبهة وجدانية وشهية ممكنة، إذا أحسن الحزن توقيفها، كما يوقع نبع موسيقا جريانه صوب غابة.. الأحزان في مدرسة الشهداء، في الصف أول صبر، أو في صف الإعداد للمذكرات المتأخرة عن مواعيد البكاء..
الشهداء كالينابيع عُشاق حداثيون جداً وأصلاء فوق التصور.. ومؤمنون بالحياة كإيمان الحنين بالحنين والمشتاقين بالمشتاقين.. لكن الشهداء والينابيع لا يودون جمع الكثير من التواقيع والغيمات والتحيات، ولا يدعون أنهم يفهمون فهماً عميقاً واقع حال الوداعات..
يجيئون ويرحلون كالبروق والأقدار الاستثنائية، لكنهم وهم يغيبون يعطون للغياب أحقية البقاء ومعاونة الباقين على المصير ومحاسن المسير والألفة والوطن الكريم العزيز الكبير الغزير!!