" قوات سورية الديمقراطية".. مخطط أميركي لتقسيم سورية!!..بقلم: غسان يوسف

" قوات سورية الديمقراطية".. مخطط أميركي لتقسيم سورية!!..بقلم: غسان يوسف

تحليل وآراء

الاثنين، ٢٣ نوفمبر ٢٠١٥

في الحادي عشر من تشرين الأول 2015 تم تشكيل ما عرف بـ (قوات سورية الديمقراطية) والتي تضم مقاتلين من أبناء المناطق الشمالية والشمالية الشرقية السورية من عرب وكرد وسريان، وجاء في البيان الذي أصدرته (وحدات حماية الشعب) وفصائل أخرى " أن المرحلة الحساسة التي تمر بلادنا بها على الساحتين العسكرية والسياسية تحتم أن تكون هناك قوة عسكرية وطنية موحدة لكل السوريين تجمع بين الكرد والعرب والسريان وكافة المكونات الأخرى على الجغرافية السورية".
المراقبون يؤكدون أن الولايات المتحدة بدأت بإجراء تغيير جزئي في أجندتها بُعيد التدخل العسكري الروسي في سورية الذي فرض وقائع جديدة على الأرض، لذا تحاول واشنطن استباق موسكو بإحراز نصر على "داعش" بغية استثماره سياسياً من جهة، والحيلولة من دون خروج أراض سورية من تحت سيطرة عصابات داعش لمصلحة الجيش السوري في المستقبل، لذا فالخطة الأمريكية تهدف في المرحلة الأولى إلى التوسع في ريف الحسكة ومن ثم الاستيلاء على الرقة من دون تسليمها للأكراد وحدهم خشية من أن يؤدي ذلك إلى توتر في العلاقات مع تركيا، لذا فهي تصرح في أكثر من مناسبة أن الكيان الجديد يشكل خليطاً إثنياً واسعاً يحقق حالة من التوازن بين الأكراد والأتراك، كما أنها ترى بأن وجود قوات وعشائر عربية في التشكيل العسكري (قوات الصناديد) يطمئن أنقرة من أن منطقة الشمال السوري لن تكون ذات سيطرة كردية خالصة.
الدولة السورية تؤكد على لسان أكثر من مسؤول أن الخطوة الأميركية تصطدم برفض روسي حيث أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن جزءاً من "قوات سورية الديمقراطية" سبق لهم أن تعاونوا مع عصابات داعش، كما أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد في أكثر من مناسبة على وحدة وسيادة أراضي الدولة السورية.
وهذا ما أكده بيان لقاء فيينا الذي عقد في الحادي والثلاثين من تشرين الأول 2015 حيث اتفق المشاركون على الإبقاء على سورية موحدة، حتى إن وزير الخارجية السوري وليد المعلم قال إن بلاده تعترف بأهمية عدد من النقاط التي جاءت في بيان فيينا.
أما إيران التي وصفها الرئيس الأسد بالشقيقة فقد وقفت إلى جانب الدولة السورية منذ إعلان الحرب عليها وبالتالي لن تسمح بتمرير مخطط التقسيم.
المؤكد أن مشروع الولايات المتحدة سيفشل لأن من سيحسم الصراع على الأرض في النهاية سيكون الجيش العربي السوري المؤلف من جميع المكونات السورية والذي مازال يسيطر على مراكز المدن في كل من الحسكة والقامشلي ودير الزور ما سيضع قوات داعش في الرقة بين فكي كماشة الجيش السوري، خصوصاً أن لا الولايات المتحدة، ولا الدول العربية – كما يتشدق عادل الجبير - ولا تركيا تستطيع أن تغامر وترسل قوات برية إلى الأرض السورية خوفاً من الاصطدام مع الجيش السوري المدعوم إيرانياً وروسياً كما أن الشعب السوري سيعتبر ذلك احتلالاً وسيتوحد مع النظام لمقاتلة الغزاة.