مصائب قوم عند قوم فوائد!!.. بقلم: د. بسام الخالد

مصائب قوم عند قوم فوائد!!.. بقلم: د. بسام الخالد

تحليل وآراء

الثلاثاء، ١٧ نوفمبر ٢٠١٥

Bassamk3@gmail.com
كنت أتساءل دائماً: من المستفيد أكثر من الهجرة إلى أوروبا، المهاجرون أم الدول التي يهاجرون إليها، وكانت الإجابات تتنوع بين خسائر البلدان العربية والإسلامية لشبابها وعقولها، وبين العائد الاقتصادي الذي يعود على تلك البلدان من شبابها المهاجر بوصفها، في الأغلب، بلداناً نامية الأمر الذي ينعكس إيجاباً على المهاجر وبلده، وفي إجابة أخرى كنت أقدّر للدول المضيفة كرمها ومواقفها الإنسانية تجاه اللاجئين الفارين من الصراعات والحروب في بلدانهم وتأمين الملاذ الآمن لهم ولأسرهم، وبين استغلال محنتهم وكسبهم وقوداً في تدوير عجلتها الاقتصادية الهرمة، وبالطبع لا يخلو الأمر من هذا وذاك، فما زالت لدى عدد من الدول الأوروبية بعض القيم والمفاهيم تحت لافتة "الديمقراطيات" و"حقوق الإنسان"، وفي بعضها استغلال وجشع مفرط.
 ما لفتني وأنا أقرأ حول هذا الموضوع أن إحدى الجهات الكندية المعادية للإسلام قامت بإنتاج فيلم وثائقي قصير بعنوان: (الديمغرافية الإسلامية: الموجة العالمية للمد الإسلامي)، حذرت فيه من المدّ العربي الإسلامي المتنامي في العالم بسبب الهجرة، ولئن كانت هذه الجهة ربطت موضوعها بالإسلام، لكننا يمكن أن نستخلص ما جاء فيه حول التغيير الديمغرافي في أوروبا خلال العقود القليلة القادمة وهو أن (المهاجرين المسلمين، وبالطبع معظمهم من الدول العربية) سيحولون أوروبا إلى قارة مسلمة، وهذا ما صرح به رئيس الوزراء المجري بعد تفاقم مشكلة اللاجئين السوريين على حدود بلاده!
يقول أحد مقاطع الشريط المصور: " أثبت التاريخ بأن ثقافة تمتلك معدل مواليد يبلغ 1,9% لن تتمكن من الانتشار نهائياً، وإذا تدنَى ذلك المعدل إلى 1,3% فإنها ستحتاج إلى مدة تبلغ من 80 إلى 100 عام لعكس اتجاه النمو السلبي لتلاشي الاندثار، حيث إنه لا يوجد أي نظام اقتصادي يستطيع أن يمكن تلك الثقافة، متدنية الخصوبة، من البقاء والاستمرار".
بعبارة أخرى، (يضيف الشريط الوثائقي): " لو وُلد مليون طفل فقط في عام 2006 فسيصعب تزويد القوة العاملة في المجتمع بمليون فرد بحلول عام 2026 م، وإن انكماش عدد السكان لثقافة ما سيؤدي إلى انكماش اقتصادها واندثار تلك الثقافة نفسها في النهاية".
 في القارة الأوروبية برمّتها والمكونة من إحدى وثلاثين دولة كانت معدلات الخصوبة 1,38% فقط، (بحسب إحصائيات 2007) ويؤكد علماء السكان أن أوروبا كما نعرفها اليوم، بمعدلات الخصوبة تلك، تحتاج إلى سنوات قليلة فقط لتتوقف عن الوجود بشكلها الحالي اليوم!
لكننا بعد هذه الإحصائيات نجد أن عدد سكان أوروبا اليوم بازدياد وليس في تناقص، والسبب هو معدلات الهجرة إليها حيث يشكل المسلمون (وجلّهم من الشباب العرب) ما نسبته 90% من مجموع المهاجرين.
لقد أدركت الحكومة الألمانية هذا الخطر، وأعلنت رسمياً أن الهبوط الحادَ في معدَلات النمو السكاني في ألمانيا لا يمكن إيقافه الآن لكونه وصل إلى مرحلة اللاعودة، لهذا كانت السباقة في احتواء اللاجئين السوريين واستيعابهم وهي تدرك ما يحملونه من مؤهلات علمية ومهارات مهنية وقوة عاملة يمكن أن تدير عجلة اقتصادها لسنين طويلة وترفع معدل المواليد فيها لمئة سنة قادمة تتفوق فيها على دول القارة مجتمعة.
قد يقول قائل: لقد كان موقف ألمانيا إنسانياً تجاه اللاجئين السوريين وهي الدولة الأوروبية الوحيدة التي عاملتهم بهذه الأريحية، ونقول: هذا صحيح، لكن ليس لسواد عيونهم، كما يقال، ذلك أن ألمانيا قد تكون الأذكى بين دول القارة، وتجربتها بعد الحرب العالمية الثانية علمتها كيف تستغل كل ساعد من أجل البناء.. صدق من قال: " مصائب قوم عند قوم فوائد"!!