من يوقف كرة النار الأردوغانية؟.. بقلم: غسان يوسف

من يوقف كرة النار الأردوغانية؟.. بقلم: غسان يوسف

تحليل وآراء

الأحد، ٨ نوفمبر ٢٠١٥

يقول أونال طانق رئيس تحرير موقع روتا خبر الإلكتروني: ما إن صدرت نتائج انتخاب حزيران الماضي حتى بدأت التفجيرات في تركيا والحرب على حزب العمال الكردستاني وكأنها كانت تحتاج فقط لكبسة زر!
وبرأي المراقبين فإن فوز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات (المعادة) في الأول من تشرين الأول 2015 يعني أن الحرب على الأكراد ستستمر وأن التفجيرات في تركيا ستتصاعد وأن شلالات الدماء سوف تتدفق في كل مكان من المنطقة! و أن تركيا بدأت بالتفكك الاثني والمذهبي, فالرجل لا يعترف بالآخر!
فوز حزب العدالة والتنمية (حزب أردوغان) يعني أن مزيداً من اللاجئين سيتوجهون إلى أوروبا, وأن مزيداً من المشاكل والأزمات سوف تعاني منها دول الجوار, وأن أوروبا سوف تتلقى في كل يوم استفزازاً جديداً من السيد أردوغان.
فوز أردوغان يعني استمرار الحرب في العراق وسورية وليبيا ومصر واستمرار تدفق المقاتلين الأجانب إلى هذه البلدان, ودعماً كبيراً للمجموعات الإرهابية التي سارعت لبرقيات التهنئة لـ(جلالة السلطان)، إضافة إلى المطالبة المستمرة بمشروع المنطقة الآمنة شمال سورية, وفي الوقت نفسه استمرار لسياسة الخداع مع إيران والاستفزاز مع روسيا والانصياع للأمريكي والإسرائيلي.
نجاح أردوغان يعني أن الأكراد لن يقبلوا بالعيش تحت سلطة من يساويهم بداعش ويشن عليهم الحرب ويضعهم على قائمة الإرهاب العالمي وبالتالي سيكون خيارهم الذهاب لنموذج كردستان العراق.
فوز حزب العدالة والتنمية يعني تتويج أردوغان سلطاناً جديداً عبر إحياء الدولة العثمانية الغابرة ما يعني  تتويجاً لهولاكو جديد على الشرق الأوسط وعلى الشعوب العربية أن تتحمل!
فوز العدالة والتنمية يعني أن القوي يحكم الضعيف وأن ثورة شعوب تركيا قادمة فنهج الطائفية والعرقية هو النهج المحبب لدى قادة العدالة والتنمية واللهجة الوطنية والقومية هي آخر اهتماماتهم.
نجاح الإخوان في تركيا يعني نجاحاً لداعش والنصرة وأحرار الشام وجميع المنظمات الإرهابية في سورية التي ستنعم بمزيد من تدفق السلاح والمال وازدياد عدد معسكرات التدريب للتركستان والشيشان وجميع مجرمي العالم .. بصراحة هو نجاح للفكر الإرهابي التكفيري في العالم من طنجة إلى جاكرتا, ولنكن دقيقين أكثر، فهو نجاح لكل إرهابي في أي بقعة من الكرة الأرضية! لا تستغربوا.. ألم يأت الإرهابيون من أستراليا والصين والولايات المتحدة وروسيا إلى سورية والعراق عبر تركيا!
تركيا دخلت في الأول من تشرين الثاني عام 2015 تحولات جديدة جدُ خطيرة ومختلفة، بالتزامن مع العواصف في داخلها ومن حولها.
لكن حتى لا نكون متشائمين كثيراً، فأردوغان الذي لطالما تباهى بقدرته على التأثير في سورية، انطلاقاً من دعمه للمجموعات الإرهابية ولا سيما في الشمال السوري، يواجه اليوم عاصفة روسية بدأت تغير في الوقائع التي فرضها تدخله طوال السنوات السابقة.