متوالية المؤتمرات الجوفاء.. ومعزوفة النصر المبين.. بقلم: ميساء نعامة

متوالية المؤتمرات الجوفاء.. ومعزوفة النصر المبين.. بقلم: ميساء نعامة

تحليل وآراء

السبت، ٧ نوفمبر ٢٠١٥

قبل أن تضع الحرب أوزارها ويحقق الانتصار السوري الكبير أهدافه في تحرير جميع الأراضي السورية من الإرهاب الدولي، تلفظ الدول المشاركة في إرسال الإرهاب إلى سورية ألفاظها الأخيرة في مؤتمرات دولية متتالية ومكررة قد لا يكون آخرها مؤتمر فيينا 1 أو 2 أو.....
إلى ذلك الحين، ستتوالى المؤتمرات الدولية الخاصة بهندسة الحل السياسي وإنهاء الحرب في سورية، وسيجتمع المؤتمرون على موائد مستديرة حيناً ومستطيلة أحياناً، وسيضع المؤتمرون البنود والمقررات، وسيستمر رجال السياسة والإعلام بإطلاق تصريحات نارية صادقة حيناً وكاذبة في معظم الأحيان.
المؤتمرات التي عقدت وستعقد في عواصم دولية وإقليمية وعربية تحت مسمى "أصداقاء سورية" بدأت مع انطلاق الحرب العدوانية على سورية، تمثل بمجملها الوهم السياسي الذي يزيد من تشتيت الفكر السوري ويزيد الابتعاد المزمن عن جلوس جميع السوريين على طاولة الحوار ووضع وثيقة وفاق وطني.
أما الواقع الحقيقي فهو الأرض السورية بكامل مقومات وجودها الجغرافي والتاريخي والحضاري والمعاصر.
الدولة السورية تعاملت مع الحرب العدوانية بواقعية قريبة من الشعب السوري، عدلت دستورها في ظل الحرب العدوانية، وصادق عليه معظم السوريين، وأجرت انتخابات رئاسية تعددية فاز بموجبها المواطن السوري بشار الأسد رئيساً للجمهورية العربية السورية بنسبة جماهيرية فاقت تصورات الأعداء قبل الأصدقاء.
 بالتوازي تعاملت الدولة السورية مع الوجود الشاذ للإرهاب الدولي ومن لف لفه من عملاء الداخل السوري بالحل العسكري وبدأ التكتيك العسكري للجيش العربي السوري يتطور مع تطور أساليب الحرب ومراحلها الإجرامية.
إلى جانب ذلك تمت الدعوة لحوارات جادة أنتجت مصالحات وطنية بين أبناء الشعب السوري الذي حاول الفكر الصهيوني إيجاد شروخ وعداوة بين أفراد الأسرة السورية الواحدة.
 الدولة السورية انطلاقاً من ثقتها بحضارتها وحاضرها تتابع ما يجري في المؤتمرات العقيمة التي تبحث في حل سلمي للحرب السورية من دون وجود أصحاب العلاقة المباشرة في تلك المؤتمرات.
لذلك ستبقى تلك المؤتمرات عقيمة لا تنجب الحلول، وكل ما ينتج عنها بنود غير شرعية وغير ملزمة، كما أن الدولة السورية غير ملزمة بأن تضع نفسها في مواجهة مع دولة حُرّم عليها أي نوع من أنواع الانتخابات بموجب قرار ملكي.
 الأصح القول: إنه لا يمكن لأسرة آل سعود ومثيلاتها من مشيخات النفط التي تضع قيوداً على الإعلام والعدل وينتفي لدليها وجود القانون ووجود دستور يساوي بين أفراد الشعب الواحد على الأقل بحق المواطنة، أن تتنطح لتملي شروطها على الدولة السورية التي تتمتع بجميع أركان الدولة العصرية.
إذاً آل سعود يلفظون أنفاسهم الأخيرة في مؤتمر فيينا، فيما تتقاطر دول تدعي احترامها لحقوق الإنسان وتتفاخر بديمقراطيتها كفرنسا وبريطانيا بجلوسها على نفس الطاولة مع آل سعود وآل... الملاحقون دولياً بسبب جرائمهم الجنسية وتجارة المخدرات ودعمهم للإرهاب واحتضانه وتصديره للعالم.
الانتصار السياسي السوري بدأ يلوح في أفق فيينا، رغم غيابه المهيب، كما يلوح في سماء سورية قوس النصر السوري الذي يرسم ألوانه السبعة على وقع عودة جميع السوريين إلى طاولة الحوار البناء والجاد في رسم ملامح سورية بعد الانتصار العسكري.
هو ذا الواقع الحقيقي للحل السياسي والعسكري، ينطلق من سورية وينتهي على الأرض السورية وماعدا ذلك يبقى أوهاماً يصنعها الفكر الصهيوني.