الأصدقاء ملاحقُ وجدانية للأصدقاء!؟.. بقلم: حسين عبد الكريم

الأصدقاء ملاحقُ وجدانية للأصدقاء!؟.. بقلم: حسين عبد الكريم

تحليل وآراء

الخميس، ٥ نوفمبر ٢٠١٥

الأزمات قد لا تشبع: تأكلُ الفرح، وتبصق فـي صحن السعادة. وتكذب على الصداقات وتُحرق آخر بساتين المشاعر، بدعوى الفوضى. لأنَّ الأزمات (بنت حرام) وبلا أصل أو فصل أو عطف أو وصل.
الأزمات المبتكرة حديثاً بوصاية المال النفطي المرعب، ورعاية الهمجيّات الغربية وشبيهاتها، لا أخلاقَ لها، ولا مفاتيح ولا أقفال سوى شهية الفداحة والتخريب.
أمام هذه المفترقات الضارية، لافلاتَ من أن الأصدقاء البسيطين ملاحق عواطف الحياة البسيطة. وإذا تحسّنت الأحوال العاطفية، فلا بأس أن الأصدقاء الجميلين ملاحق جميلة للأصدقاء الجميلين.
فـي الرخاءات الطبيعية غير المحفوفة بمخاطر البطر العاطفي والسخاء المتّهم بالرعونة والتهوّر، الحبيبات هُنَّ القصائد والمحبون الشروحات. ولا عيب فـي هذا!!
فـي الأزمات تجفُّ قليلاً أو كثيراً ينابيع العشق، وتحاول قناديل الصداقات التعويض عن ضياءات الأشواق التي مع وقف التنفيذ، أو للتريث أو أصولاً، كالموافقات المخادعة المتسكّعة بين الكذبات الإدارية والمالية. هذه الكذبات صرفُها الانتظارات الممهورة بالخيبات.
لا يعيبُ المحبَّ أنه ملحقُ الحبيبة أو صداها المستحب، أو الجواب المنتظر على سؤال أنوثتها. أو أنَّه شرحٌ توضيحي أو ناطرُ أناقات، برسم العافية أو على قلق. الأهمُّ الأناقات والأنفة. فـي الحبِّ لا مكانَ للانحطاط.
بين الأصدقاء، الكرامات لا تقلُّ صلاحية عن أناقات المحبين، بل هي وهي، فـي مدرسة واحدة، وفي صفين متقاربين، لعلَّ واحدة لديها اجتهاد ومحفوظات أكثر من الثانية.
لابدَّ أننا ملاحقُ الحبيبات اللواتي هُنَّ ملاحق عواطفهنَّ الناجحة فـي مذكرات الصفّ الأول عشق أو الأول ألق أو الأول قناعات وعهود!!
ولابدَّ أننا ملاحقُ الأصدقاء الذي فـي الصف الأول وفاءً وطنياً وأخلاقياً و(رونقاً) سورياً أو عربياً أو إنسانياً. ولعلّنا فـي لحظة نجاح عاطفي كبير نُمسي كأصدقائنا الجميلين أساتذة حبٍّ يلحق بنا المحبون. وتحفظنا ملاحقُ الأصدقاء كما حفظ الـ قبلنا وكما تعلّمنا.