واشنطن تكابر على الحقيقة... سلحت الإرهاب لتحارب الإرهاب!

واشنطن تكابر على الحقيقة... سلحت الإرهاب لتحارب الإرهاب!

تحليل وآراء

السبت، ١٠ أكتوبر ٢٠١٥

في البداية روجت واشنطن لمزاعم أنها لا تفكر بدعم جماعات مسلحة في سورية خلال بدايات الأزمة في العام 2011، واكتفت وقتها بتقديم دعم سياسي وإعلامي، تطورت الأمور وبدأ ضخ السلاح من قبل حلفاء واشنطن، أي الدول الخليجية، أموال وأسلحة وفتاوى ومقاتلون، تفاقمت الأمور وبدأت المساعدات اللوجستية الأمريكية، وقتها قال مسؤولو البيت الأبيض إن مساعداتهم للجماعات المسلحة لن تكون فتاكة! ثم ما لبثت أن أعلنت واشنطن أنها تتبنى ميليشيا ما تُسمى الجيش الحر كقوة "معتدلة" يمكن الرهان عليها! تبخر الحر وتحول عواء مقاتليه إلى مواء هر، وظهرت جماعات أخرى بمسميات كثيرة، لكن جبهة النصرة تمكنت في النهاية من ابتلاعها جميعاً، لتصبح أبرز الجماعات داعش والنصرة، ثم ظهرت جماعات هجينة أخرى كميليشيا جيش الفتح الذي تقوده جبهة النصرة أيضاً، فضلاً عن ميليشيا جيش الإسلام في الغوطة الدمشقية، وما تُسمى حركة أحرار الشام، وميليشيا لواء التوحيد، كل تلك الحركات كانت إسلاموية متطرفة حتى النخاع، حاول الأمريكيون تغيير تلك الحقيقة البشعة وتجميلها، فلم يفلحوا، واضطروا إلى مساعدة تلك الجماعات على الرغم من علمهم بتطرفها، حتى عمد الأمريكيون إلى إقرار برنامج لتدريب ما تُسمى "المعارضة المعتدلة" والعدد المفترض لذلك البرنامج كان خمسة آلاف مقاتل، لم تتمكن واشنطن من جمع سوى 64 منهم، قُتل من قُتل منهم على أيدي جماعات متطرفة أخرى، وهرب من هرب، حتى بقي 6 عناصر لا غير.
تلك هي الحقيقة التي حاولت ولا تزال واشنطن أن تتعامى عنها، وأتى مؤخراً أحد الضباط السابقين في الاستخبارات الأمريكية وهو جون كيرياكو ليقول إن دعم واشنطن لما يسمى الجيش السوري الحر بالسلاح زاد الوضع سوءاً، حيث وقعت معظم أسلحته الأمريكية بيد مسلحي تنظيم "داعش"، لقد دفع الكونغرس ثمن تسليح التنظيم الذي أعلن امام العالم أنه سيحاربه!.