أميركا من تصعيد عسكري .. إلى قبول بالتفاوض ...

أميركا من تصعيد عسكري .. إلى قبول بالتفاوض ...

تحليل وآراء

الأحد، ٢٠ سبتمبر ٢٠١٥

بقلم: جمال العفلق
ازدحمت مواقع الصحافه ونشرات الاخبار بالتقارير الأمريكية والغربية حول اشتراك روسيا بالمعارك بشكل مباشر في سورية ، ولم تتوقف هذه التقارير التي حولها محللون استراتيجيون الى انذار واضح يسبق حرب عالمية ووصل الامر الى تحديد عدد الجنود ونوع السلاح ومناطق تواجده ، كانت الماكينة الاعلامية تضخ الاخبار وكأنها امر واقع ويردد من خلفها الاعلام العربي المصدق دائما والمنفذ للسياسة الامريكية هذه التقارير ، بل غرق اكثر هذا الاعلام في توصيف الامر الى حد اعتبار ان المعركة ستحدث وسيتم تقسيم مناطق نفوذ روسية امريكية على الارض ، لماذا كل هذا الترويع الاعلامي ولماذا انتقل انذار الحرب الى رساله سلام اطلقها جون كيري وزير خارجية الولايات المتحده الامريكية من لندن يقبل التفاوض مع الحكومة السورية اذا ما قبلت التفاوض ومن خلال ايران وروسيا ؟؟ بالتأكيد ان الدعم الروسي لسورية ليس بالسر ولم تفكر موسكو انكار هذا الدعم بل دائما ما كانت تعلن عن تمسكها بهذا الخيار ، وتنفيذ عقود بيع السلاح المتفق عليها بين سورية وروسيا من قبل الحرب على سورية هي العقود التي تنفذها روسيا اليوم وذلك لقناعة موسكو ان دمشق تخوض حرب ضد الارهاب وان الجيش السوري يحارب قوى متطرفة اذا ما كان لها الغلبة وهذا لن يكون فإن وجه العالم سوف يتغير وان كل شيء مهدد على هذه الارض فقوى الظلام لا تعترف ببقاء اي شيء لا انسان ولا حجر . وحملات القتل والترويع التي نفذتها وتنفذها هذه المجموعات لا تحتاج الى جهد كبير لاثباتها .. كما ان تدمير الاثار وسرقتها هو من ضمن هذا المشروع الذي أٌعدت له هذه المجموعات في معسكرات التدريب الامريكية والتركية . وتحت اشراف خبراء من اسرائيل . وتمويل عربي مُعلن . ان روسيا طلبت التنسيق معها كي لا تحصل حوادث وهذا الطلب لا يعني ان روسيا تهدد انما تحذر من وقوع خطأ ، ولكن الاعلام الأميركي حول هذا الطلب الى لهجة تصعيد عسكري الهد منها اقتصادي بالدرجة الاولى حيث ارادت اميركا من الاستفادة من التحرك الروسي الطبيعي اتجاه سورية وتحميل الحلفاء وخصوصا من العرب عقود جديده ومشاريع عسكرية سوف تعود بمبالغ كبيره على الخزانة الامريكية فقد استثمرت اميركا سابقا ما تمية الخطر الايراني للحظة ما قبل التوقيع على الاتفاق النووي وكلت الخزائن العربية مليارات الدولارات بحجة الخطر الايراني على المنطقة واليوم ها هي تستثمر التحرك الروسي من اجل تكبيل الدول العربية المتحالفه معها بعقود جديده واتفاقيات عسكرية تضمن لاميركا كسب اكبر فهذا التصعيد الاعلامي لم يكن مبررا وخصوصا ان روسيا منذ بداية الحرب على سورية ورغم وقوفها الى جانب دمشق وتعطيلها لاكثر من قرار في مجلس الامن الا انها كانت ومازالت تدعوا الى حل سلمي وتوافق سوري سوري على الحوار ، وطلبت دائما من الدول المعنية وقف تمويل الارهاب الذي لم يتوقف حتى اللحظة فاميركا مازالت ترسل المرتزقة عبر تركيا والاردن وبعض مناطق العراق حيث مازال داعش يتمتع بحرية الحركة والتنقل رغم اسطوانة اميركة الدائمة حول ضربات موجعه تنفذها بالمنطقة لم تحقق اي شيء على الارض . وما كاد هذا التصعيد الاعلامي بقرب الموجهة العالمية وانذار بالحرب يصل الى قمته حتى خرج علينا السيد جون كيري وزير الخارجية الاميركي بتصريح مفاده ((إن على (الرئيس السوري بشار الأسد) الرحيل لكن ليس على الفور" مضيفاً "إن الصراع في سوريا طال أكثر مما يجب وإن الوقت قد حان للبحث عن سبل لإنهاء الحرب الدائرة منذ أربع سنوات ولوضع حد لأزمة اللجوء)) وهنا بدأ الاستثمار الامريكي الثاني للدعم الروسي حيث ارادت الولايات المتحده تقديم نفسها كدولة محبة للسلام وانها تدير سياستها على اساس نشر المحافظة على السلام العالمي وانها اليوم تريد الحل السياسي استجابة منها للوضع الانساني في سورية والتي هي من اوجد هذا الوضع وتريد اليوم اميركا من روسيا وايران اقناع السوريين بالتفاوض معها لانهاء هذا الصراع وكلمة صراع هنا حسب التعبير الامريكي هي كلمة مظلله فما يحدث في سورية ليس صراع داخلي انما حرب بين القانون والارهاب وحرب تديرها الولايات المتحده واسرائيل من خلال المرتزقة الذي جمعوا من كل اصقاع الارض وهي حرب مولها العرب ودعمها الغرب واستثمر فيها تجار الحروب ، واذا كان السيد كيري يريد وضع حد لأزمة اللجوء فعلية ان يبلغ موظفيه العاملين في ما يسمى ائتلاف الدوحة وقف نشاطهم في التجارة بالسوريين حيث تدار شبكات التهريب في تركيا ويقبض عليها الاتراك ملايين الدولارات مقابل توفير قوارب ليس لها اسم الااسم قوارب الموت . فهذا الانتقال من التصعيد الى الدبلوماسية هو تكتيك تتبعة اميركا لتغطي فشلها الكبير وتجد لها وللحلفاء الممولين مخرج من مستنقع الحرب على سورية ، فما تحقق في سورية من كل المشاريع التي اعلنتها اميركا شيء واحد هو تدمير البنية التحتية وتدمير الاقتصاد السوري فقط وقتل وتهجير الانسان السوري . وهذا يؤدي بنا الى سؤال هل بالفعل لم تكن تعلم اميركا ومن معها ان سورية لن تسقط ببساطة وان التكاليف التي تم رصدها لهذا العدوان اصبحت اكبر بكثير من المتوقع ؟؟ فالقررات العربية والاممية ذات الصله كانت كلها تهدف الى تقويض الوجود السوري ولكن الواقع على الأرض كان مخالف لكل هذا حيث فشلت تلك القوى بتحقيق اي تغيير ملموس على الارض وبقي الجيش السوري يقاتل واشترك مجاهدوا المقاومة في المعارك حيث تشتكي اسرائيل اليوم وتعلن تخوفها من تراكم الخبرات الذي اصبح لدى المقاومة وهذا امر اخر لم يكن بالحسبان لدى العدو الصهيوني . حيث فرضت اليوم ضربات الجيش والمقاومة واقع جديد على ارض الميدان واليوم يقبل حلفاء وممولي الجماعات الارهابية هدنة جديده على محاور كفريا والفوعة والزبداني ومضايا وذلك غداة فشل هجوم الجماعات المسلحة والرد الأعنف من قبل الجيش السوري والمقاومة اللبنانية . ويبقى على الامريكين تاكيد قرار وقف تمويل الارهاب والتنسيق مع دمشق وموسكو لضرب مواقع الجماعات الارهابية لا رمي صناديق السلاح والطعام كما حدث في العراق من قبل طيران ما يسمى التحالف الدولي ضد الارهاب الذي تتزعمة الولايات المتحده الامريكية !!