الإرهاب الداعشي يهدد الوجود الحضاري للعالم.. بقلم: ميساء نعامة

الإرهاب الداعشي يهدد الوجود الحضاري للعالم.. بقلم: ميساء نعامة

تحليل وآراء

السبت، ٥ سبتمبر ٢٠١٥

قد تختلف القوى الكبرى بالعالم على ملفات كثيرة وعديدة، لكنها باتت اليوم تتفق على أن الإرهاب أصبح الوحش الذي يهدد العالم بأسره.
تمدد الإرهاب أصبح الخطر الأكبر الذي يهدد العالم لا سيما بعد اعتماده على التمويل الذاتي للمال والسلاح وإجبار المناطق التي يسيطر عليها على اعتناق الإرهاب كمذهب إسلامي جديد بقوة الذبح روجت له داعش وأخواتها.
مما لاشك فيه أن الولايات المتحدة التي تعتنق الفكر الصهيوني ابتكرت بدعة "الربيع العربي" وهي بتسميتها العسكرية "حرب الجيل الرابع" التي تعتمد على جيوش من العصابات مدربة لتخوض حروباً بالوكالة عن الجيوش النظامية.
 هذه البدعة وجدت حسب الدراسات ومراكز الأبحاث بعد الحرب الأمريكية على العراق والضغط الشعبي الأمريكي الذي لاقته إدارة الرئيس الأمريكي بوش الابن، خاصة من أهالي الجنود الأمريكيين الذين ذهبوا ضحايا الحرب والأمراض النفسية التي مازال معظم الجنود الأمريكيين يعانون منها جراء العدوان الأمريكي على العراق الشقيق.
لكن ما لم يكن في حسابات الإدارة الأمريكية أن الوحش الذي هيأته لتبتلع من خلاله منطقة الشرق الأوسط وتعيد تشكيله وفق الرؤية الصهيونية قد فلت من عقالها، وخاصة أن العقيدة الوحيدة التي يمكن أن تلجم تلك الجيوش الهمجية هي المال.
 بعد أن سيطر الإرهاب الداعشي باعتباره أكبر تنظيم إرهابي على مستوى العالم، على بعض منابع النفط في سورية والعراق وسرق البنوك العراقية ومستودعات السلاح العراقي توسع حلم الدولة الإسلامية المزعومة في العراق وبلاد الشام ليشمل السيطرة على العالم.
الحلم الداعشي قض مضاجع الإدارة الأمريكية، وأصبح كابوساً يهدد الأمن والسلم العالميين، ولاسيما إن الفكر الداعشي بدأ يتسرب إلى العقل الغربي، وقد شاهدنا كيف اعتنق شباب وشابات الغرب المذهب الداعشي وأتوا للقتال في سورية والعراق بل إن التنظيم الداعشي بدأ يهدد الغرب بعقر دارهم.
اليوم لا نستغرب أن تنقلب التصريحات الأمريكية وتتضامن مع الاستراتيجية الروسية في محاربة الإرهاب كضرورة حتمية لبقاء العالم المتحضر، كذلك لا يمكن للبعض أن يستغرب أن يكون الرئيس الأسد هو القائد الوحيد القادر على تقديم الخطط والاستراتيجيات العسكرية لمحاربة الإرهاب.
 بل لا نستغرب أن يستجدي العالم الرئيس الأسد للقبول بالتوقيع على اتفاقيات دولية لمحاربة الإرهاب لأنه القائد الوحيد الذي تصدى للحرب الإرهابية، ومازال الجيش العربي السوري يحارب الإرهاب على الأراضي السورية التي يسيطر عليها ويمنع تمدده، ومتى انتصرت سورية على الإرهاب يعنِ أنها حمت العالم من تمدد الإرهاب، بل حمت الوجود الحضاري للعالم.
لكن السؤال هل سيقبل الرئيس الأسد المشاركة في الحرب على الإرهاب الدولي؟.