العرب وموسكو وواشنطن..بقلم: د.مغازي البدراوي

العرب وموسكو وواشنطن..بقلم: د.مغازي البدراوي

تحليل وآراء

الجمعة، ٤ سبتمبر ٢٠١٥

شهدت الساحة الدولية خلال الأيام والشهور القليلة الماضية حراكاً عربياً – روسياً لم تشهده العلاقات بين موسكو والعرب من قبل، بدءاً من زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لموسكو في يونيو، ثم لقاءات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظرائه العرب في الدوحة في يوليو، ثم زيارة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير لموسكو في أغسطس، ثم الزيارات الرسمية لولي عهد أبوظبي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي معاً لموسكو ولقاءاتهم مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين..
هذا إلى جانب الزيارات المتوقعة قبل نهاية هذا العام للعاهل السعودي ولأمير قطر لموسكو، هذا الزخم في الحراك العربي – الروسي يعكس تغييرات كبيرة في موازين القوى الدولية والإقليمية في منطقة الشرق الأوسط وفي العالم كله، خاصة عندما يُطرح السؤال «أين واشنطن من هذا الحراك العربي – الروسي؟».
لا يمكن لأحد أن يتصور أن هذا الحراك يمكن أن يتم برضاء واشنطن ومباركتها، ولا حتى بتغاضٍ منها أو عدم اهتمام، أيا كانت القضايا والمواضيع التي ناقشها هذا الحراك بالنسبة لكل دولة على حدة، خاصة في الظروف الحالية التي تشهد توتراً ملحوظاً في العلاقات بين موسكو وواشنطن بسبب الأزمة في أوكرانيا، وسعي واشنطن وحلف الناتو لعزل روسيا ومحاصرتها داخل أراضيها.
واشنطن، بالقطع، تراقب بقلق شديد هذا الحراك العربي – الروسي النشط والمتصاعد، لكنها لا تستطيع أن توقفه، وربما كانت تستطيع ذلك من قبل، أما الآن فالأوضاع والظروف تتغير، والولايات المتحدة لم تعد كما كانت من قبل الدولة القوية التي يلجأ إليها الآخرون يطلبون دعمها وحمايتها لهم، بل أصبح دورها في هذا المجال محل شك من الجميع على الساحة الدولية، والعرب لا يذهبون إلى روسيا بحثا عن قوة تحميهم، بل لأن روسيا نفسها تسعى إلى العرب من منطلق الإحساس بالخطر المشترك الذي يهدد الجميع، ألا وهو الإرهاب الذي تحوم حول الموقف الأميركي تجاهه شكوك كثيرة.