مصر وروسيا إلى أين؟.. بقلم: مغازي البدراوي

مصر وروسيا إلى أين؟.. بقلم: مغازي البدراوي

تحليل وآراء

الجمعة، ٢٨ أغسطس ٢٠١٥

ربما لم تشهد العلاقات بين موسكو والقاهرة زخماً في اللقاءات مثلما شهدت على مدى العامين الماضيين، ومنذ يومين كان اللقاء الخامس بين الرئيسين السيسي وبوتين في رابع زيارة للرئيس المصري لموسكو وثاني زيارة في خلال خمسة أشهر، هذا التكثيف في اللقاءات، من المفترض أن يعكس على أرض الواقع نتائج إيجابية في تطور العلاقات بين مصر وروسيا في مختلف المجالات، الاقتصادية والعسكرية والسياسية وغيرها، خاصة ..
وأن ما أعلن عن اتفاقات بين البلدين كثير، لكن الحقيقة على أرض الواقع أن الزخم الإعلامي أكبر بكثير من النتائج، بل إن بعض المجالات، مثل التعاون النووي يحوم حولها التساؤلات، هل سيتولى الروس تنفيذ البرنامج النووي المصري فعلاً، كله أم جزء منه، أم هناك أمور أخرى ؟
هذا ليس انتقاداً للعلاقات الروسية المصرية التي تنمو بالفعل وتتطور لآفاق جديدة، لكن يبدو أنها تواجه عوائق وصعوبات، وتواجه أيضا ظروفاً صعبة تمر بها مصر والمنطقة، وتمر بها روسيا أيضا في علاقاتها بالغرب وواشنطن، ولا أحد يجهل مدى أهمية مصر بالنسبة لواشنطن التي يصعب عليها تحمل تطور العلاقات المصرية الروسية للدرجة التي يصبح معها التقارب الأميركي مع مصر غير مرغوب فيه..
ومقولة أن «الاقتراب من روسيا لا يعني الابتعاد عن أميركا»، مقولة دبلوماسية أكثر منها سياسية وواقعية، خاصة في الظروف التي تمر بها المنطقة حاليا وظروف العلاقات بين موسكو وواشنطن، وحتى في زمن الهدوء لم تكن هذه المقولة واقعية في علاقات مصر بواشنطن وموسكو، بل دائما كانت تسري عليها قاعدة المحافظين الأميركيين «من ليس معنا فهو ضدنا»، وأيضا القضية بالنسبة لروسيا لا تختلف كثيراً، وإن كانت موسكو تتعامل معها بشكل مهذب وبدون ضغوط.
مصر كدولة كبيرة ومحورية من الصعب عليها التعامل مع موسكو وواشنطن في آن واحد بالشكل الذي يرضي الطرفين، وهي مضطرة للخيار، وأعتقد أن زيارة السيسي ربما تعرضت لهذا الخيار، خاصة أنها تأتي مرتبطة بتحرك روسي نشيط لتأسيس تحالف إقليمي ضد الإرهاب (بدون واشنطن) يجب أن يكون لمصر دور فيه.