عندما يستفرد الضبع بجيفة!.. بقلم: علي مخلوف

عندما يستفرد الضبع بجيفة!.. بقلم: علي مخلوف

تحليل وآراء

السبت، ٢٢ أغسطس ٢٠١٥

بالأمس كانت ما تُسمى الجامعة العربية، عرابةً لكل تدخل عسكري يدمر بلداً عضواً فيها مثل ليبيا، وقبلها صمتت الجامعة عن احتلال بغداد، وصمت آذانها عن أصوات القنابل الذكية التي أسقطتها الغربان الأمريكية على أرض العراق! ثم بعد ذلك رعت بالمال الخليجي مخططات إبليس في تدمير بلدان كتونس ومصر وسورية، لم تكتفِ جامعة القاع بذلك حتى باركت قتل شعب اليمن بقيادة سعودية!
لم تعد الجامعة العربية سوى جيفة تفوح منها رائحة النتن، استثمر الضبع السعودي تلك الفرصة للاستفراد بتلك الجيفة!
عمّ الخراب في المنطقة، فيما لم تلبث تلك الجامعة عن استصدار مواقف مخجلة، كان آخرها تأكيد مجلسها ضرورة التعجيل بوضع استراتيجية عربية لمساعدة ليبيا عسكرياً في مواجهة تنظيم "داعش" الإرهابي! كما زعمت الجامعة بأنها حريصة على الالتزام باحترام وحدة وسيادة ليبيا وسلامة أراضيها، وحماية مواطنيها، والحفاظ على استقلالها السياسي والالتزام بالحوار السياسي الليبي ونبذ العنف ودعم العملية السياسية الجارية في مدينة الصخيرات تحت رعاية الأمين العام للأمم المتحدة!
ألم تكن الجامعة العربية هي من بارك تدخل قوات الناتو لضرب ليبيا؟ ألم تكن هي عرابة الخراب على الأرض الليبية؟! أليست هي من ساهمت في حشو ليبيا بمقاتلين مرتزقة وتحولها إلى خزان إرهاب يتم منه تصدير كل الإرهابيين إلى بلدان عربية أخرى مثل سورية؟! أساساَ أليس مقاتلو تنظيم داعش بنسبة ليست بقليلة منهم في العراق وسورية هم من جنسية ليبية؟! ألم تحول الجامعة العربية ليبيا إلى مكان لتصدير السلاح المستعمل إلى الحركات الإرهابية التي تقاتل في بلدان أخرى؟ ومن المسؤول أساساً عن تحويل ليبيا إلى مشروع استثماري نفطي مستقبلي تكون فيه للشركات الغربية الحظ الأوفر؟! بعد كل الخراب الذي أحدثته الجامعة العربية والأنظمة المسيطرة فيها على قرارها تريد الآن دعم ليبيا! بل تدّعي الحرص على وحدتها التي أصبحت ضرباً من الخيال! كل ذلك لم يكن ليحدث لولا استفراد الضبع السعودي بجيفة الجامعة.