الأسد رئيساً.. بقرار أغلبية الشعب السوري.. بقلم: ميساء نعامة

الأسد رئيساً.. بقرار أغلبية الشعب السوري.. بقلم: ميساء نعامة

تحليل وآراء

السبت، ٢٢ أغسطس ٢٠١٥

بعد ما يقارب السنوات الخمس من عمر الحرب العدوانية على سورية، ما يزال البعض ممن يفتقدون للإرث الحضاري والتاريخي والوجود الإنساني الراقي المنظّم بدستور وقانون ومؤسسات وبنيان تشييد الدولة، يتطاولون على مقام الرئاسة السورية ويتطاولون بجهلهم وفراغهم الثقافي والوجودي المرتبط بوجود النفط، على دولة فيها كل مقومات الوجود الإنساني والثقافي والحضاري.
قوة الدولة السورية من قوة امتدادها الحضاري والثقافي الموغل بالقدم، وقوة حاضرها المنتمي إلى تلك الحضارة وبثبات منهجيتها الأصيلة في الاعتماد على الذات وإنتاج سبل الحياة المعيشية من اقتصاد وخدمات وصحة وتعليم وزراعة وصناعة وعمران وثقافة وفن، هذه الأسس مجتمعة حمت بقاء الدولة السورية وأسقطت جميع الرهانات على سقوطها وانهيار مؤسساتها.
 قوة الدولة السورية تكمن في قوة صمود الشعب السوري الذي حُرم قسراً من حياة رغيدة كان يعيشها قبل الحرب العدوانية، وتوافر الماء والكهرباء ورغيف الخبز ودعم ذوي الدخل المحدود من الثوابت المقدسة التي لم تسمح الدولة السورية المساس بها.
الحرب على المواطن السوري استهدفت كل ما كانت تؤمنه الدولة السورية فعمدت القوى الإرهابية متعددة التسميات والانتماءات، والجنسيات، إلى تدمير البنى التحتية، فدمرت منشآت إنتاج الطاقة الكهربائية، وقطعت مياه الشرب عن حلب المدينة الصامدة وحاولت قطع المياه عن دمشق، كما هدفت داعش الإرهابية وتوابعها إلى حرق محاصيل القمح أو بيعها إلى تركيا، إضافة إلى استهداف منشآت دوائية وصحية وسرقة معامل حلب وغيرها من العمليات الإرهابية التي تستفز صمود الشعب السوري.
 وعلى الرغم من كل هذه الاستهدافات لمقومات الحياة الأساسية بقي الشعب السوري صامداً ومتمسكاً بثوابته الوجودية، كما بقيت القيادة السورية صامدة بصلابة في وجه أشرس حروب العصر، وبقي الجيش العربي السوري يسجل انتصارات نوعية على الإرهاب ولن تكون الانتصارات النوعية في منطقة الزبداني بالريف الدمشقي آخر الانتصارات بل هي الضربة التي ستوقع أحجار الدومينو بالضربة القاضية.
 القيادة والجيش والشعب العربي السوري يستمدون قوتهم وثباتهم من القائد الذي بدأت مراكز أبحاث أجنيبة تصفه بالقائد الأسطوري.
شهدت الانتخابات الرئاسية السورية عام 2014 زحفاً بشرياً إلى مراكز الاقتراع داخل سورية وخارجها من أجل الإدلاء بصوت الشعب السوري وقرار السيادة السورية.
 ما يلفت الأنظار في تلك الفترة القريبة من الزمن أن أعداء سورية نقلوا مشهد الزحف البشري إعلامياً ولم يتوقعوا أن يكون هذا التسونامي البشري متوجهاً لانتخاب المرشح الشعبي الدكتور بشار الأسد ولاسيما في لبنان ذلك المشهد الذي أذهل العالم.
 في هذه الأثناء كان الشعب السوري يراقب ويتشفى بملامح الغيظ والسخط الواضحة على معالم مراسلي قنوات لبنانية بتمويل صهيوني وهي تحاول قلب المشهد، لكنها فشلت بسبب إصرار السوريين على رفع جوازات السفر السورية ولسان الجميع يقول بأننا أتينا لننتخب المواطن العربي السوري بشار الأسد.
 من المفيد استعادة المشهد، في الوقت الذي يباع ويشرى باسم الشعب السوري، ويبدأ بازار التنازلات من قبل معارضة الخارج من أجل تسلم مناصب في الدولة، وخاصة أن البعض يستسهل طرح نفسه "رئيساً توافقياً" على الشعب السوري دون أن يجرأ على طرح اسمه على الاستفتاء الشعبي.
لكن الساكن في قصور الغرب والذي أصبح معارضاً بقرار أجنبي، قرر أن يكون "رئيساً توافقياً" ونسي أننا في زمن التطور الإلكتروني، وأن الشعب السوري بأغلبيته أسقطه قبل أن يطرح برنامجه الرئاسي " إن وجد".
 لا يمكن للمؤتمرات والمبادرات الدولية مهما كانت صديقة أو قريبة من المصلحة السورية أن تلغي قرار الشعب العربي السوري أو تقرر بالنيابة عنه.
الشعب السوري الأصيل هو من بقي في سورية وواجه الإرهاب بقوة التحدي والإصرار على الحياة، والقائد العربي السوري هو من بقي مع شعبه في أحلك الظروف ودافع عن سورية ولم يغادرها أو يبيعها أو يتنازل عن حق من حقوق أبناء الشعب السوري، والجيش العربي السوري هو المخول الوحيد للدفاع عن وحدة وبقاء جميع الأراضي السورية خالية من الإرهاب. أما ساكنو القصور الذين باعوا الوطن بحفنة دولارات مغمسة بدماء السوريين، والذين زاروا العدو الإسرائيلي ووضعوا أيديهم القذرة بيد قادة العدو فأولئك لا مكان لهم بين السوريين مهما قبّلوا أقدام الغرب وتمسحوا بعباءة الخلجان.
 لقد دخلت المنطقة العربية مرحلة الانتصارات منذ عام 2000، وكان خيار محور المقاومة الذي خط أسسه القائد الخالد حافظ الأسد، واليوم يتألق هذا المحور من الجنوب اللبناني إلى طهران والقلب دمشق والهدف القريب البعيد النصر ولا خيار آخر سوى الانتصار، فهل يعي المؤتمِرون والمؤتمَرون حقيقة القرار الشعبي؟!.
بل هل يدرك صبيان الوقت الضائع حجم ودور الدولة السورية في المنطقة والعالم؟.